قل:” لا ” ولا تتردد
خوله كامل الكردي
كثيرون يتذكرون مواقف حدثت معهم ويتمنون لو أنهم كانوا حاسمين في تلك المواقف، تترك فيهم حزناً وندماً؛ لأنهم لم يكونوا حازمين بما فيه الكفاية ليقولوا رأيهم بصراحة مهما كان. وفي حياتنا نحن أيضاً نتفاجىء إننا كنا متساهلين مع البعض ونضطر إلى مجاراتهم ولو على حساب مصلحتنا وراحة أنفسنا.
لا نستطيع تفسير ردة فعلنا عندما نفكر ونعاتب ذواتنا، إنه حتماً أمر مؤلم أن نندم على أمر قمنا به في الماضي وكان بمقدورنا أن نبدي رأينا الذي نعتقد أنه الصواب ويشعرنا بالرضا والراحة.
إذاً المفروض أن نقول: ” لا “بملء فيه مهما كانت النتائج ما دمنا نعمل ما يريحنا ويشعرنا بالرضا، فمواقفنا هي التي تحدد ماذا سيكون عليه وضعنا بعد ذلك. المسألة بسيطة لماذا الآخرون يطلبون منا مواقف محددة ترضي مصالحهم بدون أي خجل ومن غير الاكتراث بمشاعرنا ومصالحنا فقط خدمة لمصالحهم، وتجر علينا الخوف والندم، ولا نستطيع أن نقول “لا” !! هل هانت علينا كرامتنا وعزة أنفسنا ؟! ما أصعب أن يتسلل الندم والحسرة الى نفس الإنسان، فهو عذاب يضاف إلى الشعور بانتقاص القدر وتحميل النفس ما لا تطيق.
” لا ” للمواقف التي تعارض قيمنا ومبادئنا، ” لا ” لكل موقف يحقق مصالح الآخرين ويهمش مصالحنا، ” لا ” لامتهان الكرامة، ” لا ” لتجاوز الحقوق والتعدي عليها بشتى الأعذار، ” لا ” للتطاول على علاقاتنا الجميلة التي تعطي لحياتنا معناً وقيمة عظيمة، ” لا ” ننطقها بكل ثقة وبلا تردد؛ لأن سعادتنا ورضانا هو الأساس في النهاية.
كم واحد منا لم يستطع أن ينطق بكلمة ” لا ” في موقف شعر بالإحراج فيه واضطر أن يقول ” نعم ” فارتدت عليه سلباً؟…
كم شخص منا تجنب كلمة ” لا”؛ كي يمتدحه الغير أو كي لا يخسر علاقة يظن أنها في مصلحته ولو على حساب صحته وراحة باله؟… وكم منا قال: ” لا ” وتصالح مع نفسه وشعر بالراحة والطمأنينة وارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه؛ لأنه عمل ما يرضيه ويقنعه.