لماذا لا نقولها؟
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
نعيش ولله الحمد في بلد يسوده الأمن والأمان، نعيش حياة مستقرة وهادئة بفضل من الله تعالى ثم حكومتنا الرشيدة، ونعم الله علينا في هذه الأرض المباركة كثيرة وعظيمة، هذه النعم تحتاج للحمد والشكر؛ حمدًا باللسان والجوارح والقلب، ولا توجد بلد في العالم تتوفر فيه جميع متطلبات الحياة التي يحتاجها جميع القاطنين فيه، فإرضاء جميع الناس صعب جدًا، وتوفير جميع المتطلبات للجميع كذلك صعب جدًا، ولكن توفير مستلزمات الحياة الأساسية هي التي يحتاجها المواطن والمقيم، وهذا هو الدور الحقيقي للجهات الحكومية في أي بلد من بلدان العالم.
نعم الله علينا كبشر في هذا الوطن الذي نعيشه كثيرة ولا تُكاد تعد وتحصى، نعمة الاستقرار الأسري والنفسي، نعمة الصحة، نعمة التعليم، نعمة السكن وغيرها، وجميع هذه النعم لا تجتمع جميعها لأحد، فالبعض أنعم الله عليه من الخير الكثير في المال والحال والولد وغيره، والبعض أنعم عليه من الخير القليل كذلك، وهذه من سنن الله في خلقه، وما دعاني لكتابة هذا المقال هو تذمر البعض من البشر من الحال الذي هم فيه، أو من طريقة العيش التي يعيشونها، وللأسف البعض منهم لديه من الخير الكثير؛ لديه من الخير ما لا يملكه الكثيرين غيره، ولكن تجده دائمًا متذمرًا ويشكي الحال، ألا تستحق هذه النعم التي نمتلكها للحمد والشكر، ألا تستحق هذه النعم المتوفرة في هذا الوطن الذي نسكن فيه للثناء والحمد؟، لماذا لا نقول الحمد لله؟. البعض من الناس بمجرد أن تسأله عن أحواله يأتيك الرد بسرد الشكوى والتذمر من كل شيء؛ يشتكي من ضيق ذات اليد، ولا يستطيع توفير احتياجات أسرته، وأن البنك يستقطع المبلغ الفلاني، ومشروعه خسران، والحكومة لا تدعمه في هذا الجانب؛ لا يعجبهم أي شيء على هذه الأرض، يظهر جانب الفقر والحاجة في تصرفاته وملبسه وسلوكه، والله أنعم عليه من النعم والخير الكثير.
شكر الله على النعم التي أنعمها علينا في هذا الوطن صفة من صفات عباده المخلصين والمحبين للخير، والذين قال عنهم رب العزة: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}-[سبأ: 13]. مفتاح لأبواب الخير، ووسيلة لإدامة النعم.
الكثير منا يربط النعم بالمال، وكلنا على يقين بأن نعمة المال من النعم المحببة لدينا، والكل يسعى لها، ولكن ليس من الضروري أن تكون نعم الله عليك في هذا الوطن مالًا فقط، قد تكون نعم الله أشياء أخرى لا يمتلكها غيرك من الناس، إن الاستشعار بنعم الله عليك تجعل حياتك جميلة ومريحة بكل تفاصيلها، ولذلك يجب أن نظهر أثر هذه النعم علينا، فالتحدث عنها دون مبالغة هي شكل من أشكال الحمد والثناء للخالق، ويقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]”