سالم الفزاري
لا أعلم كيف أبدأ؟
وبماذا أسرد قِصتي؟
وكيف ستؤول إليهِ خاتِمة أفكاري؟
أشبّهُ حالتي وكأنّني في ضَحْضاح مُظلم دخلَ عليه الغسق، واشتدَّ فيهِ الوقب، ولم أرَ فيهِ إلا سوادا قاتِما، لا أثرَ لِطريق، ولا أي مجلس أرتاحُ فيه، ظِللتُ واقفاً مُنهك الذِهن، شارد الفكر، متألم الروح، أُراود نفسي بنفسي، تعصفني الذكريات، وتُشتّتني التخيُلات، ترهقني عبرة، وتزورني فِكرة، ولا أجد ما أنتشل بهِ حالي من هذا الشّتات، وكأنّني بعثرة تبعثرت على ضِفاف الحياة، لم ترحمها قسْوة الأيّام لِتُصبح كالرماد والهباء المنثور، أشعر بذلك الوجع، وأعيشُ زفرات التعب، وتصدح تناهيدي بالآه، ولا أرى موضع ذلك الألم!!
نحنُ نتألّم فِعلاً، ولكنهُ الألم الّذي لا نراه، وبالكاد نفهمه، لا نستطيع وصفه لطبيب، ولا لشخصٍ قريب، فالّلهُمَّ أنتَ القريب، وأنتَ المُجيب، قُلتَ وقولُك الحقْ: ( فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ…) فيارب إليك الفرار، فأنتَ الملك الجبّار، ارزِقنا اللهُمَّ شعور الراحة والطمأنينة لقلوبنا المنكسرة، وقبول دعواتنا المُتضرّعة إليك فلا ملجأَ ولا مَنجَى منْكَ إلَّا إليْكَ.
