بدرية السيفية مسيرة عطاء في مجال العمل التطوعي.. مثال يحتذى به
حمود الحارثي
أستهل مقالي بوصفها الماجدة، فهي يقين في طليعة النساء الماجدات بمحافظة شمال الشرقية، لعلي أصيب كبد الحقيقة إن لم أكن مجحفا في وصفها، تلقاك ابتسامتها قبل مصافحتها.
مع الاعتراف بالتقصير في وصف مناقبها التي لا يتسع الحديث عنها في مقال لكاتب متواضع، ما زال يتلمس الطريق في بحور الكتابة، لتبقى وثيقة شكر وعرفان وتقدير، لعله يكون للتاريخ توثيقا، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
وبالدعاء لها، اللهم وفقها في مسعاها، وكن لها عونا وتوفيقا، اللهم آمين.
لأول مرة وقبل الشروع في نظم الكلمات أضع قلمي على الورقة؛ معاتبا له إجحافه عن الكتابة في هذه الشخصية المجتمعية، والقامة الكبيرة في مجال العمل التطوعي، وهي المستحقة لذلك، لعلي أبلغ الأسباب.
هكذا عرفناها منذ عرفناها، فقد قضت عمرا على ما يربو من العشرة أعوام من حياتها، تحمل رسالتها الإنسانية بكل كفاءة، وأمانة، واقتدار في مجال العمل التطوعي.
فكانت البداية على المستوى الشخصي لأعوام، لتأتي انطلاقتها على المستوى الرسمي في العام ٢٠١٣م من خلال رئاستها للجنة الاجتماعية بجمعية المرأة العمانية بولاية إبراء، فمنسقة لجمعية أصدقاء المسنين بمحافظة شمال الشرقية، بعدها رئيسة للجمعية التي في عام ٢٠١٨م أُدمجت مع جمعية إحسان، لتكون أول رئيسة لفرعها بعد إشهارها بمحافظة شمال الشرقية، حتى تاريخ كتابة هذا المقال.
انطلقت في مسيرتها التطوعية متسلحة بمبادئها السامية، وثقة من حولها من إدارات الجمعيات الخيرية، والمتطوعين، وأفراد المجتمع، الذي تحظى من خلاله بأعلى درجات الدعم، والثقة، والثناء، والتقدير، مع الأخذ في الاعتبار كفاءتها المشهودة لها بين زملائها وطلابها في الحقل التربوي، كونها معلمة مهارات حياتية، بمدرسة سيح العافية للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الشرقية، وما زالت على رأس العمل، كما أنها ربة بيت من الطراز الأول، فقد استشرفتُ غرسها في أفراد أسرتها لمبادئ العمل التطوعي في أول لقاء جمعني بأحد أبنائها، ففي منزلها حياة ومدرسة أخرى من مدارس العمل التطوعي، حقيق به أن يدون بماء من الذهب.
لقد استطاعت هذه الماجدة محمولة بأسباب احتساب الأجر من الله أولا وآخرا أن تكون أنموذجا يحتذى به في الجمعية، والمدرسة، والبيت إن كنت عادلا منصفا في وصفها.
لقد حظيتُ بتوفيق من الله بحظ وافر من الاطلاع على مسيرة عطاء هذه الشخصية المجتمعية النسائية الرائدة، تواصل وتعامل، فسجلت لها ذاكرتي مواقفَ إنسانية جليلة كثيرة، قد لا توفي حقها كلمات أو عبارات، وإن كانت منتقاة، بل هي المستحقة لأكثر من ذلك.
ومما لا شك فيه أن الأستاذة بدرية بنت راشد بن مسلم السيفية هي امتداد لمسيرة الماجدة الراحلة الكريمة، والمربية الفاضلة رحيمة المسافر، رئيسة جمعية الرحمة للأمومة والطفولة -طيب الله ثراها- ويقين مني بأن سيرتها العطرة تستحق أن تكتب في حياتها؛ لتكون شاهدا لما قدمته من أعمال إنسانية جليلة، وأدوار مجتمعية رائدة، لا غلوا إن قلنا بأنها حقيقة بالإشادة، والثناء، والتكريم، والشكر، والتقدير… وفي حقها قليل.
على الجميع الإسهام في دعم جهود هذه الجمعيات الإنسانية والخيرية؛ تقديراً لما تقوم به، وتعزيز القائمين عليها؛ لدورهم الرائد وجهودهم المضنية في خدمة المجتمع، والذي قد يكون غائبا عن علم بعضنا ومعرفتنا.