سر الطمأنينة
خولة كامل الكردي
يبحث الإنسان في حياته عن الطمأنينة، فكيف يمكن له أن يصل إلى أعلى درجات الطمأنينة؟
لا يستطيع أن يشعر الإنسان بالطمأنينة إلا إذا كان قلبه معلقاً بخالقه، فعندما يكون قلب الإنسان مرتبطا بخالقه سيمتلئ قلبه بالطمأنينة الكبيرة؛ لأن الله مطّلع على مكنون صدره، ويعلم أنه التجأ إليه طالباً منه العون ومساعدته على تجاوز المِحنة التي يمرّ بها.
الطمأنينة تُستمد من علاقة الإنسان بربه، فإذا كانت علاقته ضعيفة أو منقطعة مع ربه، فلا يمكن لهذا الإنسان أن يصل إلى غايته من الطمأنينة، فيبقى داخل دوامة الحيرة والقلق والحزن.
لذلك لا مناص من أن يلتجئ الإنسان إلى ربه في السرّاء والضرّاء، والله سبحانه وتعالى لم يترك عبده من غير أن يجعل له وسائل وأدوات؛ لكي تعينه على الوصول إلى الطمأنينة، ومن أهمها:
القيام بواجباته تجاه ربه على أكمل وجه، وهي أساس العلاقة بين العبد وخالقه، كالصلاة، والصيام، والصدقة.
والأسرة أيضاً من أهم الوسائل التي وهبها الله الإنسان؛ لكي يشعر بالطمأنينة والراحة والسكينة، فعندما يكون للإنسان أسرة وينجب الأبناء، فهو يبحث عن الطمأنينة لحياته وعند كبره؛ لذا نجد أولئك الذين لا تكون لهم أسرة أو تكون أسرهم تعاني التفكك والمشاكل؛ فإنهم يفتقدون طريقاً يوصلهم إلى الطمأنينة.
يحمد الإنسان ربه على نعمة الطمأنينة والسكينة، والتي من صميمها أيضاً تحقيق الإنسان لذاته؛ وذلك بالارتقاء في عمله وحصوله على التقدير من قِبل رؤسائه في العمل، أضف إلى ذلك الأُمنيات التي يسأل الإنسان ربه أن يعطيه إياها، فإن نالها شَعر بالطمأنينة والرضى والسعادة، وإن لم يتحقق له ما أراد حَمد الله وسأله الرضى والقبول؛ لأنه إنسان مؤمن بأن الله تعالى وحده هو من يهب ويعطي عباده.