” فعلاً نشتاق إلى زمن الطيبين “

صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
عندما تعود بنا الذاكرة لسنوات خلت من أعمارنا، هنا نقف وقفة إجلال واحترام، وقفة ثناء وتقدير، وقفة لا بد أن يتخللها الشوق والحنين إلى وجوه مبتسمة وقلوب طيبة نقية صافية، وحتماً يصاحب ذلك شوق إلى أماكن كانت تنبض بحياة الطيبين، هنا تُسرعُ نبضات القلب؛ حيث يخفق القلب مسرعاً، وكأن الحنين قد عاوده لذلك الزمان الرائع الطيب السعيد، كما وأن العين هي نفسها قد أفضت حُزناً بدمعٍ سكيب إلى زمن الألفة والمودة والتعاضد والتواصل والمحبة!
رحم الله جدتي الغالية … كانت دائماً تؤنسني بكلامها، فالبرغم من فقدها بصرها فإن قلبها كان بصيرا، كانت -عليها رحمة الله- تحن إلى زمان من رحلوا قبلها، وها نحن الآن نحنُ إلى زمان من سبقونا.
كم منا من يأنس بالرجوع إلى ذلك الماضي الجميل! الجميل بأهله وبأماكنه وببساطة الحياة، الآهات تكاد لا تفارق حياتنا خاصة مع ذكريات الأمس الرائع البسيط، والحنين يزداد من زخات المطر، والحنين يزداد أكثر وأكثر من رائحة طلع النخيل، وهنا نقف وقفة صمت، ونحن ننظر إلى البيوت الطينية أين من كانوا فيها …؟ لقد رحلوا، وتركوا لنا شوق الحنين إليهم!
تبقى في الذاكرة صور جميلة لذلك الماضي الجميل، هذه الصور نسترجعها بين الحين والآخر كلما راودنا إحساس بألم الحاضر، فالمودة والألفة حتماً ليست كسابق عهدها… بدأت تتلاشى رويداً، ونسأل الله ألا تختفي أبداً من قاموس حياتنا، أو من حياة من يأتون بعدنا من الأبناء والأحفاد .