حتى لا تتكرر مأساة ريان، احكموا إغلاق الآبار واردموا الحفر
خليفة بن سليمان المياحي
لقد أحدثت مأساة الطفل (ريان) في المغرب الشقيقِ أثرا كبيرا في نفوسنا، وتابعنا الحدث منذ الوهلة الأولى، وقدّرنا الوضع المأساوي الذي عاشه الطفل في البئر، والحالة النفسية الصعبة التي عاشها، ويعيشها والديّ الطفلِ، وذويهِ، فمع أن الحدث في اقصى المغرب إلا أن مشاعر العالم في كل مكان كانت متعاطفة ومُتأثرة لأبعد الحدود حتى شاءت قدرة الله أن يفارق ريان الدنيا الفانية إلى الحياة الأخرى الأبدية، فهنيئا له.توفي قبل أن يصل إلى حد التكليف، فنسأل الله سبحانه وتعالى له ولجميع موتى المسلمين الرحمة والمغفرة.
كانت تلك مقدمة بسيطة لما أنا بصدد الحديث عنه، فمأساة ريان لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام، بل يجب أن نأخذ منها الدروس والعبر، ففي كثير من واقع حياتنا وأولها التصرف السريع في مثل هذه الحالات، واتباع أقصر الطرق وأنجحها للوصول إلى من قد يبتلى بمثل هذه الحالة، وتدارك الأمر قبل أن تلفظُ الأنفاس.
ثانيا العمل على الوقايه ودرء المخاطر، بأن نقوم بحملة تمشيطية للآبار الموجودة معنا، ولا شك أنهن كثر، وأقصد الآبار المهجورة، وخاصة الإرتوازية منها كون سمكها الدائري صغير جدا، ومن الصعب أن ينزل فيها شخص عادي، عكس الآبار القديمة ذات السعة الكبيرة فمن السهل الوصول إلى قعرها من أحد اللذين يمتلكون مهارة ولديهم معرفة بالسباحة.
فالآبار وكل الحفر العميقة، وما يُماثلها تشكل خطرا كبيرا على أبناء المجتمع لا سيما الأطفال الصغار، لهذا يتوجب على الجهات المعنية في الحكومة أن تعمل وبشكل سريع، على حصر تلك الآبار المستخدمة والمهجورة ووضع الأغطية الحديدية السميكة القوية عليها وإحكام إغلاقها، أمّا الآبار المهجورة وغير مستفاد منها فيجب أن يُبادر إلى إغلاقها بالطريقة المناسبة حتى نضمن عدم حدوث أي خطر بسببها، وعلى مستوى السلطنة، فإني أتوقع أعدادًا كبيرة من هذا النوع من الآبار، ممّا يوسع من دائرة الخطر على أبنائنا، وقد يقول قائل هذه الآبار منذ أزمنة طويلة ولم يحدث أي خطر فَلِمَ هذا الإجراء الآن، وعلى وجه السرعة؟!
أقول إنّ المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، وما حدث في المغرب قد يحدث في أي لحظة معنا وربما شهدنا مثل هذه الأحداث وبكثرة لكن لم يكن الإعلام قد غطّى تلكم الأخبار، ولم تكن وسائل التواصل متوفرة كما هي الآن، ومع كل ذلك فالحذر واجب.
وعليه أقترح تعاون الفرق التطوعية في كل ولاية من ولايات السلطنة للعمل بشكل جماعي وموّحد على إغلاق تلك الآبار (طبعًا) بعد أن يتمّ حصرها من الجهات المعنية، وبعد إصدار أمر الإغلاق من قبل المختصين؛ وذلك حماية قانونية للقائمين على هذا العمل، كون أن بعض هذه الآبار مملوكة.
أسال الله السلامة للجميع، وأن يحفظنا جميعًا من كلِ مكروه.