الأثنين: 6 مايو 2024م - العدد رقم 2130
من عُمان

” كُن أثراً طيباً يُحتذى به “

محمد الشرع الجساسي لـ ( النبأ ) : أفعال الأشخاص هي التي ترتب أماكنهم في قلوبنا

عبري – ( النبأ )
صلاح بن سعيد المعلم العبري

السجايا التي نوجهها إلى الآخرين ستنعكس علينا ، وترتد توابعها علينا بالمردود الإيجابي ، فكما تُدين تُدان ، و إن أفعال الأشخاص هي التي ترتب أماكنهم في قلوبنا ، من خلال أخلاقهم وأفعالهم وقيمهم التي تقوم بذلك . بهذه المقدمة بدأ الفاضل / محمد بن حمد الشرع الجساسي المحاضر في التنمية البشرية وتطوير الذات حديثه حول الأثر الطيب ونتائجه في حياة الإنسان ، موضحاً بأن الأفعال والتصرفات والمعاملات والقيم والأخلاق مع الأخرين هي المسؤولة عن وضع مكان كل إنسان في قلوب الآخرين .
وأن كل فعل منا ، أو فكرة معلنة ، أو كلمات ، أو تصرفات ، أو أقوال نتفوه بها أو التي نكتبها هي السمة التي تدل علينا.
ويقول الشاعر ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما إستعبد الأحسان إنسان ) .

وأضاف يقول : نحن لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا ، فأفعالهم وممارساتهم وسجاياهم هي التي تتولى ذلك ، وكذلك فإن أفعالنا وتصرفاتنا هي المسؤولة عن ترتيب أماكننا في قلوبهم . فالإحسان لمن أساء إلينا، وأن نصل من قطعنا ، تجعل حياتنا مفعمة بالسعادة ، وأيامنا أجمل ، ومبادئنا أقوى ، وأرواحنا أنقى ، ونفوسنا أصفى ، وقلوبنا أطهر ، لنترك أثراً طيباً لمن بعدنا ، وإنها حصيلة كل الأشياء .

خلاصة الحكمة

وأشار المحاضر محمد الجساسي بأن الهدف الأسمى لكل إنسان من ذلك هو الإيمان بالله عز وجل ونيل رضاه ، لتكتمل لنا حياة السعادة في الدارين الدنيا والأخرة. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «الدين المعاملة».

ونصيحتي لكل أخ وأخت ” أترك أثراً طيباً و أسعد من حولك ، وأرسم بسمة على وجه فقير ، و أصلح ذات البين ، وأمسح دمعة اليتيم ، وأنشر كلماتك الإيجابية لتشد بها عزم اليائسين ، فعندما جاء الوحي الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هرع الى زوجته السيدة خديجة – رضوان الله عليها – يروي لها ما حدث له وقد أصابه الفزع ، فماذا قالت له ؟؟ قالت تطمئن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشد من أزره: «والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصِل الرحم ، وتصدق الحديثَ ، وتحمِل الكَلّ ، وتَقرِي الضَّيفَ، وتُعينُ على نوائِبِ الدهر» .
وأن الأخلاق ، ” السجايا ” التي نوجهها إلى الآخرين ستنعكس علينا ، وترتد توابعها علينا بالمردود الإيجابي، فكما تدين تدان. فكلماتك الإيجابية، وإسعادك للآخرين بمثابة عطرك في مجلس جلسته تتحدث فيه بالخير الذي يجمعهم ، ويجعل لحياتهم معنى وقيمة.

ان النوايا الصادقة الخيرة صدقة ، فيا أخي لا تعتقد أن الأثر الطيب الذي أعنيه هو أن تبني مسجداً أو تشيد طريقاً أو تبني مستشفى ، نعم إنها إنجازات كبيرة وجليلة ، ولكن كل إنسان بما يستطيع.

فقط دع أثرك في كلمة حق تقولها أو تشجيع الآخرين لعمل الخير ، أو نصيحة أو مواساة مريض أو مهموم .

وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم معاني جميلة ووصية ثمينة وخالدة (إن قامَت الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسِيلة، فإن استطاعَ ألا تقومَ حتى يغرِسها فليغرِسها)صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأختتم محمد الشرع قائلاً : إن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، ولكن ما يمكن أن تدركه بأعمالك وأفعالك وأخلاقك ، وقيمك ومعاملاتك مع الآخرين … هو أن تترك فيهم أثراً طيباً ، يبقى من بعدك ، ويكون لك إرثًا ممتدًا عبر الأزمان وعبر القلوب وعبر الحياة..!
واجمل ماقيل في الأثر الطيب والإحسان للناس
( الناس للناس ما دام الوفاء بهم … والعسر واليسر أوقات وساعات .
وأكرم الناس ما بين الورى .. رجل تقضى على يده للناس حاجات .
لا تقطعن يد المعروف عن أحد .. ما دمت تقدر والأيام تارات .
واذكر فضيلة صنع الله التي … جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات .
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم .. وعاش قوم وهم في الناس أموات.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights