الاعتذار سمة من التسامح
سالم بن محمد المعشري
الاعتذار من الأخلاق التي لابد أن يتحلى بها كل إنسان؛ لكي ينال رضا الله عليه.
لماذا لا أبادر بالاعتذار حتى لو كنت مخطئا؟
بعض البشر يكره شيئا اسمه الاعتذار، ويعد ذلك في نظره انكسارا ومذلة.
اترك كل تلك التلاميع في جانب، واترك وسوسة الشيطان، وردد دائمًا “اللهم اجعل همي الآخرة”؛ لكي تقطع حبل تلك الأوهام السوداء المعلقة في عقلك، فالاعتذار لذة للمؤمن وحسنات له، لا يدري في أي لحظة تأتيه المنية.
إذًا لماذا تلك القلوب المتحجرة من نار الغضب؟ لهيبها يعميك عن ألمٍّ ما بعده ألمٌ، وشر ما بعده شرٌ، وحسرة بها شيء من ألم.
فكيف تحط رأسك قبل نومك وأنت تحمل على نفسك حملا ثقيلا؟ كيف تترك نفسك تنام وبها ثقل كبير؟ هيّا بادر بالاعتذار، لتحصد حسنات في ميزانك، أم أنك تريد أن تركض وراء الدنيا، ولا يهمك كنز الآخرة!
لهذا كن مستعدا لآخرتك، فإنَّ الاستعداد وأخذ الحيطة والحذر واجب يتحتم عليك فعله، ولا تدري متى اللقاء؟ ابدأ أنت، وكن مبادرا، وارسم خارطة لك، واكتب عليها بين قوسين ((خيركم الذي يبدأ بالسلام))، فالاعتذار سمة من التسامح، والمسامح كريم.