الرعاية النفسية والاجتماعية للموهوبين (12)
د. إنعام بنت محمد المقيمية
وبناء على نتيجة أغلب العلماء والباحثين الذين أجمعوا على تطبيق برامج الإثراء التعليمي الذي يمتد أثره على جميع الطلاب على اختلاف مستوياتهم، وذلك ببقاء الطلاب الموهوبين مع الطلاب العاديين معا في اليوم الدراسي، يذكر العالم روجرز ( صاحب التوجه الإنساني) بأن ذلك أفضل كثيرا للطلاب الموهوبين من بقائهم مع الطلاب العاديين كمجموعة غير متجانسة داخل الفصل العادي، وحول جدوى التعلم التعاوني لدى كل من الطلاب الموهوبين وغير الموهوبين معرفيا واجتماعيا وانفعاليا بالمجموعات المتجانسة والمجموعات المتباينة، أجريت دراسة على عينة من طلاب الصف الرابع بلغ حجمها (786) طالبا، شملت مجموعتين، الأولى (229) طالبا موهوبا والأخرى (557) طالبا غير موهوب، وتم توزيع أفراد العينة إلى مجموعات بعضها موهوبون فقط كمجموعات متجانسة في مستوى القدرة، وبعضها الأخر خليط من الموهوبين وغير الموهوبين، وشملت التعلم التعاوني المطبقة بالدراسة الحالية مادتي العلوم والرياضيات، وتمت المقارنة بين أداء الطلاب الموهوبين ببرامج التعلم التعاوني عندما يشكلون مجموعة مستقلة أو يكونون خليطا مع غيرهم من العاديين في المجالات الثلاثة المحددة. وعلى عكس النتائج التي أسفرت عنها دراسات أخرى سابقة أظهرت نتائج الدراسة ما يلي:
عدم وجود تأثيرات سلبية ناجمة عن عملية الدمج هذه، حيث لم توجد فروق دالة بين الموهوبين بكل من المجموعتين (المستقلة والمختلطة) في وجود التعلم أو مفهوم الذات أو التعاون مع النظراء.
بدأ الموهوبون أكثر لطفا وزعامة وصاروا أكثر احتراما لذواتهم في المجموعات المختلطة.
لم يكتسب غير الموهوبين خبرة تحصيلية أفضل نتيجة وجودهم مع الموهوبين بالمجموعات المختلطة.
صار الطلاب غير الموهوبين بالمجموعات المختلطة يعانون من تدني الشعور باحترام الذات.
بصفة عامة صارت المجموعات المختلطة أكثر إيجابية بالنسبة للطلاب الموهوبين وأكثر سلبية لغير الموهوبين في النواحي الاجتماعية والنواحي الانفعالية.
بعد هذه الدراسات والنتائج، في اعتقادك أيها القارئ أيهم أفضل وسيلة في تطبيق البرامج الإثرائية لطلبة الموهوبين، هل في صفوف خاصة بنفس مدرسة الطلاب العاديين؟ أو مختلط في الفصول بنفس المدرسة؟ أو بناء مدرسة خاصة للموهوبين؟