رَســائـِـل فُـــؤَاد_ ج٦-هَمـسات لِـحَـياتك-
فؤاد آلبوسعيدي
– الكثير من الأمور في حياتنا يمكن أن نفعلها وننجزها دون أن تكلّفنا أيّة مبالغ مالية قد تثقل كاهلنا، من ضمن تلك الأمور أن نتمنّى تحقيق الكثير من الأمنيات والأحلام متى ما شئنا، ربّما لن يغلبنا اليأس على تحقيقها فما كلّ ما نريد يستحيل علينا أو بأنه من المُحال، تحقيق بعض ما نريد يحتاج إلى الصّبر الجميل والفهم العميق لما نريد، نصنع الطريق لنـفتح لأنفسنا مسارات ممهّدة تعبر بنا إلى حيث تكمن أهدافنا، لدينا الكثير من الأماني ولكن لا نستطيع البوح عن جميعها لأن الأسباب تختلف، وقد تناقض مطالبنا أو ربما هي أسباباً تقترن مع بعض طباعنا وشخصياتنا.
– همسة ونصيحة من أحد المحبّين..
عامل الآخرين بصورتك الحقيقية مهما كانت ودون أن تقوم بتصنّع صفات وصور وقيم أخرى ليس لها مقام في حياتك ولا في شخصيّتك الفعلية، لتعلم بأنّه دون سابق إنذار قد يأتي اليوم الذي نرى فيه ورقة التوت وقد سقطت عن الذين يعاملون بقية الناس بمثالية زائدة بسرعة البرق، عليك أن تعلم بأنّ مثاليات البعض قد تتلاشى وكأنه لم يكن لها مقامات قبل ذلك في أيّ يوم من الأيام.
أحياناً يذهلني ذاك الإتقان الذي ينجزه البعض أمام الناس الآخرين، فنجده يحبّ أن يتصنّع الكلام والأفعال ليظهر في مواقف المتميّز أمامهم، وكأنه حبة القرنفل الفاقعة في لونها البنّي عندما تُرمى، أو تُسقط دون قصد في إناء يحتوي طحيناً ناصع البياض في لونه.
– المدارك بين النّاس تختلف ودرجات الفهم كذلك للأمور تتفاوت بين شخص وآخر، لذلك كنت متيقّظاً دوماً وانتبه جيّداً من بعض الأمور والأفكار التي قد تخالج رأسك وإن كانت في غير محلّها أو وقتها، لا يجب عليك أن تقوم بإغفال ونسيان ما تفكّر فيه، وليس عليك كذلك أن تقوم بإهمال اللحظات التي تعبر في خيالك فبعض تلك الأفكار قد تكون هي المعبر الذي يعيدك إلى الصواب، وربما هي تلك البوصلة التي تشير عليك إلى وجهتك المقبلة، أو إلى مسارك الجديد الذي سيصوّب ما أغفلته سابقاً فجعلك ترتكب بعض الأخطاء في أمور تهمّك. لتنجح في حياتك يجب عليك أن تحتفظ أو تحفظ جيداً كل فكرة تقع في رأسك أو تقدّم إليك مجاناً من قبل أيّ شخصية كانت.
– عليك أن تعلم بأنك قد تحتاج في يوم ما إلى مجموعة من الأفكار والخبرات السابقة التي مرّت عليك شخصياً أو شاهدتها أو سمعتها من الآخرين لتختار من بينهنّ أمراً قد يكون نتاجه النّجاح لأمور كثيرة أخرى تُهمّ حياتك.
– التّخلص من الأمور التي تؤذيك ولا تسرّك قد يكون ذلك من خلال فرصة وحيدة لن تتكرّر إن لم تستغلّها، عليك أن لا تنسى بأنه أحياناً بعض القليل واليسير من قطرات الماء لوحدها قد تكون كافية من أجل تنظيف وإزالة الذي لا نريده من أيادينا، أو من أي شيء آخر دون أن يستنزف منّا ذلك مجهوداً وطاقة كبيرة، لتعلم بإنّه بعض منجزاتنا وأفعالنا الكاذبة ومثالياتنا الزائفة لن تكون بحاجة إلى الكثير من الوقت حتى يكتشف النّاس صورتها ووجهها الحقيقي الذي كنّا نستره بورقة توتٍ ضعيفة جداً كانت تُخفي الكثير من الأمور التي نفعلها وترتكبها أيادينا فتؤذي وتؤرق أحدهم وهو ربما قد لا يكون عالماً عن ذلك، فأحياناً عليك أن تعلم بأنّ الزمن قد يخفي عنّا الكثير من المفاجآت فهو بعجائبه وأسراره المجهولة في يومٍ ما سيزيح عنّا تلك الكفالة التي كانت حاجزاً وغشاءاً يحمي أفعالنا وأقوالنا المزيفة من إنكشاف أغطيتها وخباياها الحقيقية للآخرين.
– أسئلة كثيرة واردة في لحظاتنا اليومية ولكن الكثير منّا نغفلها ونهملها ونتجاهلها لأنّنا في الغالب لا نملك إجابات عنها وربما لأنّ الأجابات لن تسرّنا، أنت هل سبق لك أن قمت وسألت نفسك ماذا تريد في حياتك؟ ما الذي تبتغيه في كلّ يوم تعيشه؟ ما هو الشيء الذي عندما تجده سيشعرك بالرّاحة الدائمة؟ ماذا الذي تريده نفسك (ذاتك) منك؟ الإجابات في المحصلة لن تتشابه فقد تكون الإجابة كأمثلة (المال، الأولاد، السفر المستمر، المرأة الجميلة، الرجل ذي المظهر الحسن، الوظيفة المرموقة،………إلى آخره.)
قد تختلف الإجابات عندك وعند غيرك إن قمت بسؤاله نفس تلك الأسئلة، ولكن باختصار نتيجة أيّة إجابة عندما نطرح تلك الأسئلة ربما لن تقودنا عند تحليلها سوى إلى حتمية مؤكدة ووحيدة يُقصد فيها (السلام الداخلي).
السلام الداخلي في قلبك..!! هي من الأمور التي قد تأتي إليك دون أن تدفع مقابلها فلساً واحداً من جيبك، ولكن كيف ستجدها وأين أو متى ستجد ذلك السلام أو من الذي سيمنحك تلك الوصفة الجميلة أو من ذاك الذي سيشاركك الطريق ويمنحك سلاماً دائماً في داخلك تشعر به أينما ذهبت وأصبحت وأمسيت؟؟!!
شعورك بسلامك الداخلي هو أمراً قد يكون عليك أحياناً أن تبحث عنه وتستكشفه بنفسك، بل وربما يتطلب منك في أحايين أخرى أن تقاتل من أجله.
– حياتي جميلة، حياتي سعيدة، ليس صعباً أن تقول بأنّ الحياة رائعة، ولكن فقط إزرع في نفسك المبادئ الواعية التي تجبرك على القناعة والتي حتماً ستوصلك إلى مستويات أخرى من السعادة والجمال الذي تطلبه في حياتك، وحتى نصل إلى مستوى النفس السعيدة في دواخلنا علينا أن نؤمن بأنّ بعض الأمور الجميلة التي نريدها ونتوق إليها لن تأتينا بسهولة كما نريد، الأمور الرائعة التي نتوق إليها قد نبدأ فيها ولكن قد يقابلنا قبل إتمامها بعض الصعاب والمنغّصات التي قد تثنينا عن إتمام ما نريد.
لا شيء سيأتينا بسهولة وفي أطباقٍ ذهبية دائماً، علينا أن نجتهد بتعلّم وتقبّل وجود الكثير من المواقف التي قد تبرز وتظهر أمامنا كعوائق فتصبح بعدها ساترة تخفي عن أبصارنا الطريق إلى أهدافنا المرجوة، حدوث ووقوع الكثير من تلك المثبّطات أو يمكن تسميتها بالمطبّات إعتبرها تحدّيات عليك أن تقوم بتجاوزها لتصل إلى النتائج والأهداف التي تتوق إليها.