منصة الاستعراض العسكري
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
محافظة جنوب الباطنة ولاية الرستاق وادي بني هني
نظرنا إلى منصة الاستعراض العسكري تبكي بكاء شديدًا وعيونها تهمل سيلًا من الدمع، سألناها ما يبكك أيتها المنصة؟ أجابتنا يبكيني ما يبكيكم يا أيها الشعب المتشوق لسلطانه الوفي الذي كرس طول حياته لعُمان وشعبها.
نعم تلك المنصة فقدت أعز إنسان، مؤسس هذا البلد منذ عام ١٩٧٠م الذي اعتلى تلك المنصة ببدلته العسكرية؛ حيث كان بأي مكان يمر عليه وهو يرتدي لباسه العسكري، ويخطو بخطوات عسكرية يرجف ذلك المكان من مشيته العسكرية، ورجاله البواسل عن يمينه ويساره، ومن خلفه ،حتى يعتلي منصة الاستعراض العسكري وهو يتباهى أمام قواته المسلحة، ويتقلد لبسته العسكرية، ويحسبون له ألف حساب قبل أن يبدأ الاستعراض العسكري.
ومع وصول جلالته إلى المنصة يتقدم إليه قائد طابور العرض العسكري مستأذنًا منه ببدء فقرات الاستعراض وعينا جلالته – رحمة الله عليه – مرتكزتان لتلك الحركات التي يبدأ بها قائد الطابور مع بداية الاستعراض، وعين جلالته تراها تتربع جنبات الميدان، وتراها تلف جانبا للحضور دون أن يُحرك حركة.
يبدأ طابور الاستعراض فقراته المرسومة له وهو يتابعها أول بأول، وترى وقفته كرمحٍ مرتكز على الأرض لا تلاعبه الريح بما تشتهي؛ حيث إنه تربى عسكريًا، وصاغ رجالًا عسكريين، وأصبحوا قادة يحتذى بهم في جميع ميادين الشرف والرجولة.
نعم إنه كان يلاحظ مرور تلك الطوابير المشاركة، ويبدأ ملاحظاته، ويسجل إعجابه، ويعبر عن سروره وفرحته بابتسامته المعتادة التي تشرح النفس، ويلوح بيمينه شاكرًا وممتنًا لرجاله البواسل على ما قدموه في أثناء الاستعراض.
ما أجمل ذلك الموقف الرهيب من ذلك الماجد الذي امتطى صهوة العسكرية وهو يمتثل بين أفراد قواته المسلحة وأجهزته الأمنية والعسكرية؛ حيث إنه هو الداعم لها في جميع الميادين، فرجاله البواسل يتباهون به فخرًا وذخرًا، ويمتثلون لأوامره ويزيدهم ذلك علوًا وشموخًا في أثناء وجوده بينهم.
نسأل اللّه تعالى له الرحمة والمغفرة، ولقائدنا الأعلى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعزة والفخر والمجد بين أبناء أفراد قواته المسلحة، وأجهزته الأمنية، وشعبه العظيم المناضل في وطنه المعطاء.
حفظك اللّه يا سلطاننا هيثم، وأمد اللّه عمرك، وحفظ لك قواتك المسلحة، وأجهزتك الأمنية، والعسكرية، وحكومتك وشعبك الماجد.