المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
إعداد: أحمد بن علي المقبالي
الجزء الرابع والثلاثون: –
مقالنا اليوم – إن شاء الله – سيكون عن حصار الأسطول العماني للقاعدة البرتغالية في موزمبيق.
– بعد أن تمّت السيطرة على ممباسا، وتخليص قلعتها المسماة قلعة اليسوع من الاحتلال البرتغالي توجهت أنظار العمانيين إلى زنجبار وبمبا وغيرها من المدن؛ فحررت من الاحتلال البرتغالي.
– الضربة العمانية القاسية التي صفعوا بها البرتغاليين في ممباسا لم تستطِع المعدة البرتغالية أن تهضمها؛ لذلك أخذوا يهددون المدن المحررة، ويشنون هجماتهم عليها منطلقين من القاعدة البرتغالية الضخمة في موزمبيق.
– جاءت الأوامر من عمان بضرورة تحرّك سفن الأسطول العماني إلى موزمبيق، وفرض حصار مُحكم على القاعدة البرتغالية الكبيرة فيها، وأدت هذه الخطوة العمانية إلى إثارة الرعب والخوف والهلع لدى البرتغاليين.
– قام البرتغاليون بخطة ذكية قبل وصول الأسطول العماني؛ وذلك بوضع لغم بحري في المكان المتوقع رُسوّ سفن البحرية العمانية فيه، وفور استقرار القطع البحرية العمانية في المكان المتوقع رسوها فيه تم تفجير اللغم؛ فأحدث أضرارًا كبيرة فيها، وبثّت الخوف واليأس في نفوس الجنود؛ مما أدى إلى عدم مواصلة الحصار، وعودة السفن إلى مراكزها.
– كانت هناك مخاوف وصعوبات تعترض حصار موزمبيق كونها تقع في أقصى جنوب شرق أفريقيا، وهي مسافة كبيرة وطويلة بينها وبين مقرّ قيادة الأسطول العماني؛ مما يؤدي إلى صعوبة كبيرة في وصول البريد، وإعطاء التعليمات والأوامر الجديدة كما أن هذا الحصن يُعتبر آخر الحصون البرتغالية في شرق أفريقيا، وأكثرها تحصينًا، وقد تجمعت جميع القوى البرتغالية في هذا المكان.
– لم يكن للعمانيين مراكز ارتكازية عربية جنوب رأس دلجاد، ويمكن للعمانيين الاعتماد عليها مما سيؤدي إلى مشاكل تموينية خطيرة، وكَون حصن موزمبيق آخر الحصون البرتغالية هناك، فقد أظهروا قوة فائقة في الدفاع عنه، واستبسلوا استبسال المستميت.
– كانت الاستراتيجية العملياتية للأسطول العماني تعتمد على توجيه الضربات الخاطفة المتكررة، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في العدو، والانسحاب بأقل الخسائر بقصد إنهاك العدو، وزعزعة ثقته في نفسه، وقد نجحت هذه الإستراتيجية نجاحًا باهرًا وكبيرًا.
– بفضل ما بذله العمانيون من جهود جبارة في مقاومة البرتغاليين في جميع مناطق النفوذ العمانية، أو أبعد قليلًا منها، ولا سيما معركة تحرير ممباسا، وقلعة اليسوع لم تقم للبرتغاليين قائمة، وأصبح نفوذهم معدومًا، وأصبحت البحرية العمانية بسفن أسطولها المتطورة في ذلك الوقت هي سيدة المحيط الهندي من الخليج العربي، حتى ساحل الهند الغربي، ومن مقديشو حتى رأس دلجادو في شرق أفريقيا.
في المقال القادم – إن شاء الله – سوف يكون عن العلاقات العمانية الخارجية في زمن اليعاربة.
المصادر:
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: – أحمد بن حميد التوبي.
– اليعاربة أمجاد وبطولات.
المؤلف: -د. أيمن محمد عيد.
– دولة اليعاربة
المؤلف: – د. عائشة السيار.