د. محمد عزيز عبد المقصود
أستاذ لغويات مساعد بكلية اللغة العربية
جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية ماليزيا
الإيميل /mohamedaziz@unishams.edu.my
mohammadaziz1974@yahoo.com
تحتفلُ سلطنة عمان الشقيقة في الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام بعيدها الوطنيّ، حقًّا إنّه شهرُ الخير، وتلك أمةٌ مباركةٌ.
لقد أدرك العمانيون منذ الوهلة الأولى، وعلى مدار تاريخهم، وبفضل الثقافة التي يحملونها، والوعي المستمر الذي يَتحلّون به أن النهوض بالوطن، والذّوْد عنه يتطّلبان إرادةً قويةً، وعزيمةً أبيّةً؛ فعلموا يقينًا كيفية التعاطي مع المحنِ والعقباتِ، وكان لهذا كلّه أثرٌ كبيرٌ في تخلّقهم بثقافة الفخر والاعتزاز بوطنهم، وقد أكسبتهم تلك الثقافةُ إيمانًا راسخًا، وقوةً ضاريةً، ورؤيةً واضحةً؛ مما جعلهم يتجاوزون أزماتٍ كثيرةً، وتحدياتٍ متنوعةً، وهم في ذلك بُنيانٌ واحدٌ متماسكٌ في تلاحمٍ وتراحمٍ؛ فعزّوا، وعزّ بهم وطنُهم.
ولا مناص في ذلك؛ فتاريخهم حافلٌ ببطولاتٍ جمّة، وشاهدٌ لما قدّموه من جهودٍ مبذولةٍ؛ مما جعل وطنهم في مصاف الدول المستقرّة في كافة المجالات، ومن ثَمَّ نشأت علاقاتٌ وطيدةٌ مع جميع دول المنطقة والعالم أجمع.
وقد استطاع هذا الشعب قادةً وأفرادًا أن يبنوا صرحًا شامخًا له معالمُ نهضةٍ واضحةٍ، وحضارة أصيلة مبنية على أسسٍ راسخةٍ، وأصبح لعمان دورٌ بارزٌ في كل مكانٍ وزمانٍ.
وفي سماء عمان، وفي عيدها الوطني ترفرفُ أعلامُها مُعلنةً العزةَ والشموخَ بهذا الوطن المبارك، وأنَّ الإرداة والعزيمة كانتا وراء استقلال هذا الوطن، وعلوّ شأنه، وفي أجواء مِلؤها الحبّ والبهجة والاعتزاز يحتفلُ الشعب العمانيّ مع قادته بهذا العيد الوطنيّ المبارك.
تاريخ وطنٍ مجيد يُكتب كل عامٍ على أيدي قادته وأفراده، وسيدرك هذا الجيل، ومَنْ بعدهُ أنَّ بناء الأوطان أمانةٌ مشتركةٌ حملها العمانيون جميعًا وهم يُدركون تبعات البناء.
وقفة احترام وتقدير لهذا الشعب الذي تخلّى وتحلّى، وصنع وأعطى، وأعلى مكانة الوطن فوق كل شيء؛ فَصَفَتْ نفوسه، وعظُمت أخلاقه، وكرُمت ضيافته.
اللهم اجعل عمان بلدًا آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، ووفّق قادتها وشعبها لتحقيق مزيدٍ مِن الرقي والتقدم والازدهار، وارحمِ اللَّهمَّ شهداء الوطن الذين بذلوا كلّ غالٍ ونفيسٍ في سبيل الدفاع عنه، وسلامة أراضيه.
كلّ عام وشعب عمان بخير.
يومٌ سعيدٌ، وعيدٌ مجيدٌ.
عيدُ أمنٍ وأمانٍ عيدٌ وطنيٌّ لعُمان.
