سلبيات القرار!!
خميس بن محسن بن سالم البادي
منعت جهة الاختصاص الشاحنات التي يزيد وزنها عن سبعة أطنان من السير على طريق (صحار/ ينقل) اعتبارًا من الأول من نوفمبر الجاري ذلكم الطريق الضيّق الملتوي والهَـرِم، وألزمت سائقيها باتخاذ طرق بديلة مزدوجة المسارات لبلوغ وجهتهم، وهذا القرار مما لا شك فيه يُراد منه الحد من ظاهرة حوادث المرور على الطريق المذكور، والذي شهد ونأمل أن لا يشهد حوادث متكررة والتي تكون أغلبها خطرة، وهو قرار ربما في ظاهره يعتبر حل مؤقت لكنه قد يكون طويل الأجل في الوقت ذاته أيضًا، ولأنه كذلك وإذا ما أمعنا النظر في هذا القرار سنجد أن له سلبيات بل ربما مضاعفات تكون أشد وطئًا على الطرق ومستخدميها التي ستكون بديلًا خلال سريان فترة المنع.
وحيث لم تحدد الجهة المعنية الطريق البديل لسائقي الشاحنات بل تُرك ذلك من اختيار السائق نفسه للطريق الذي سيتخذه مساراً بديلًا لوجهته، فلا ريب أن المتجه من صحار إلى عبري ومستقبلًا المملكة العربية السعودية سيكون مساره عبر طريق (صحار/ البريمي) ثم طريق ( منطقة الزروب /وادي صاع / نيابة حفيت) بعدها طريق (نيابة حفيت /عبري) والعكس، فهذا المسار هو الأقرب لمحافظة الظاهرة والمنفذ البري (سلطنة عمان/ المملكة العربية السعودية)، مع ولاية صحار حيث الميناء الصناعي والمنطقة الاقتصادية بصحار، وكما يعلم الجميع أن طريق صحار/ البريمي المزدوج بحارتين لكل اتجاه والذي بدأ إسفلته بالتآكل بمواقع مختلفة منه، سيكون عبء مضاعف عليه وتسريع في تمدد واتساع رقعة التآكلات الحالية، لا سيما وأن الطريق أصبح سالكًا للجميع بعد إلغاء العمل بالمنافذ البرية، ومع الأيام قد نشهد عليه واقع مماثل لما هي عليها الحال راهنًا على طريق الباطنة العام، من حيث الزحام المروري وعدم التزام سائقي الشاحنات بخط سيرهم وإقدامهم على تجاوز بعضهم والتجاوز المفاجئ أمام المركبات الصغيرة مشكلين بذلك خطورة مرورية لا تقل فداحتها عما يحدث على طريق صحار/ ينقل، كما أن سائقي هذه الشاحنات أصحاب المآرب بين محافظتي الظاهرة وشمال الباطنة ليس أمامهم إلا طريق(الزروب/ وادي صاع/ نيابة حفيت)وهذا الطريق البالغ مسافته قرابة الأربعين كيلو مترًا غير مزدوج ويستخدمه يوميًا المئات من الأشخاص بمركباتهم ليس من سكان المناطق والقرى المجاورة بل حتى سكان باقي المحافظات سواء الزائرين لمحافظة البريمي أو عابري الحدود، وهذه المسافة مع زيادة النصاب المروري على هذا الطريق من شأنه أن يشكل خطرًا آخر على مستخدميه عمومًا، وإذا ما عرّجنا بحديثنا عن الطريق (نيابة حفيت/ عبري) فإننا نجده على ذات الوصف تمامًا مع طريق(صحار/ البريمي) بل أضف إليه تراكم الرمال المتحركة على مساراته في بعض المواقع عند هبوب الرياح وهو أمر مساعد على مضاعفة الخطر المروري، كما أن أغلب مساره مُقام على أرض رملية وهو قابل للتآكل والتلف وتقويض عمره الافتراضي بأسرع ما يمكن في ظل ضغط الشاحنات المستمر عليه، لاسيما أنه لم يتم تفعيل وزن الشاحنات المحملة على مداخل ومخارج مناطق الشحن ومنافذ العبور، بحيث تتحدد الحمولة بما لا يتعارض مع قدرة الإسفلت على تحمل الأوزان التي تدك ظهره مختلف أنواع وسائل النقل على مدار الساعة، وإذا ما أعيد النظر في القرار وتم تحديد مسارًا معيّنًا يتخذه سائقي الشاحنات لا شك أنه سيكون طريق الباطنة السريع، ثم تحويل مسارهم عبر طريق (محافظة الداخلية/ محافظة مسقط) الذي تُجرى على أجزاء منه بعض الاصلاحات والتوسعة والصيانة حاليًا وما يشكله ذلك من بطء في حركة السير نتيجة التحويلات المرورية فهو ذو حارتين فقط إضافة لطول المسافة.
وبكلا الأمرين وكافة الأحوال سيترتب جراء ذلك تأخير وبطء في عمليتي الشحن والمناولة نتيجة هذا التحول في مسار خط الرحلات لهذه الناقلات، إضافة إلى الكلفة التشغيلية التي قد تعود عواقبها في نهاية الأمر إلى الزيادة باستنزاف جيب المستهلك، والمثقل أصلًا بالدفوعات والالتزامات المالية وذلك تعويضًا للفارق الذي تكبده الشاحن والمشحون إليه جراء فارق هذه الكلفة التي قد تنجم عن هذا القرار.
ولما كانت الحال كذلك فإنه من الأهمية بمكان، تفعيل وزن الشاحنات وهي محملة قبل السماح لها بالسير على الطرق في سلطنة عمان على أن يكون ذلك إجراءً ساريًا دون سقف زمني معين، والعمل على تحديد وقتًا لسيرها في غير أوقات الذروة ، واتخاذ الإجراءات المناسبة نحو منع تجاوز سائقيها بعضهم البعض سواء على الطرق المزدوجة أو الطريق ذات المسار باتجاهين متقابلين، وتكثيف المراقبة الشُّرَطِـيّة عليهم لضمان احترامهم نظم السير على الطرق، ومراعاة المستهلك جراء هذا التغيير في مسار الرحلة إذا ما حدث فارق في زيادة سعر السلع بما يجنبه تحمل تكلفة ذلكم الفارق، ولأجل تقصير سريان مدة القرار وخدمةً لمستخدمي الطريق سواء من السكان أو العابرين ولما يمثله من أهمية اقتصادية واجتماعية، فإنه يتوجب على جهة الاختصاص والحكومة المسارعة والتعجيل بإنشاء الطريق المنتظر الذي يربط صحار مع ينقل.. حفظ الحكيم الودود الجميع من كل شر..