عمان .. بسواعدها بخير
محمد بن حميد المصلحي
تتجلى قدرة الله الخالق جل جلاله بين الكاف والنون – كن فيكون – والإنسان المؤمن بربه يؤمن ويوقن أنه ما يصيبه فمن ربه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) – الآية (51) التوبة.
والأرض قاطبة تمر بحالات فلكية وتغيرات مناخية مختلفة و متنوعة منذ أن خلق الله الأرض وما عليها كالأعاصير والزلازل والبراكين، ناهيك عن الكثير من الحادثات فيما يخص الحياة اليومية لكل إنسان على حدة، حتى نفس الإنسان تمر بتقلبات نفسية وشعورية، فتجده يوما فرحا وتارة عبوسا، هذه سنة كونية يجريها رب العباد على خلقه، ولله في خلقه شؤون.
وخلال الأيام الماضية من الشهر الحالي ألم بعماننا الحبيبة، حدث مناخي كبير، تمثل في إعصار شاهين ضرب عددا من محافظات السلطنة، وخاصة محافظتي شمال وجنوب الباطنة، وخلّف وراءه أضراراً جسيمة في الأرواح والممتلكات، حيث غمرت المياه مساحات شاسعة من الأراضي، وما رافق ذلك من تدمير في البنى الأساسية المختلفة في هذه المحافظات، بالإضافة إلى المباني والمساكن والمزارع؛ حيث كانت الأضرار جسيمة وكثيرة.
وبفضل الله على هذا الشعب الأصيل هبت النجدات والإغاثات من جميع محافظات السلطنة وبلا استثناء ؛ حيث ناصر المواطنون والمقيمون على حد سواء إخوانهم في هذه المحافظات المنكوبة، مع الذكر بالإجلال والتقدير الذي قامت به قوات السلطان المسلحة بتشكيلاتها المختلفة، وشرطة عمان السلطانية، والمؤسسات العامة والخاصة، حيث تكاتف الجميع في التخفيف من آثار الإعصار، ولا تزال السواعد الأمينة إلى اليوم في هذه المحافظات تفرّغ قوتها وتعاونها، وإخلاصها جنب إلى جنب مع إخوانهم في هذه المحافظات، وذلك لإعادة البسمة على وجوه المتضررين.
وهذا التكاتف عبّر وبكل وضوح عن معدن العماني النبيل والأصيل، حيث لم يتغير فيه تغيرات الزمن وتطوراته، ومدنياته، فلا يزال محافظًا على أصالته ونبله، وكرمه، وسخائه، وهي كلها خصال مستمدة من الدين الحنيف، ومن سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وأعلى من قدرها وعزّزها السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه، ويأتي اليوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم من طارق المعظم – حفظه الله ورعاه– فيؤصل هذه الشمائل بالفعل وقوله السامي، فيعطي اهتماما كبيرا مثل هذه المواقف والظروف الاستثنائية، ويتجلى ذلك من خلال إنشاء صندوق للحالات الاستثنائية والطارئة ودعم المتضررين ومساعدتهم في أسرع وقت، أينما كانوا على أرض عمان، بالإضافة إلى تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الأضرار وبإشراف مباشر من لدن جلالته حفظه الله.
فشكرا لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه، وشكرا للسواعد العمانيّة الأبيّة، التي تعمل ليل نهار للتخفيف من أضرار الإعصار (شاهين)، وللأيادي التي ساهمت وشاركت في العمل الميداني بالمال والحال لإزالة المخلفات ومساعدة إخواننا المتضررين.
حفظ الله عمان وقائدها المعظم وشعبها الأبي بمعدنه وأصالته الذي لا يصدأ مهما تراكم عليه غبار الزمن، ولتبق عمان عزيزة مصانة، وشعبها الوفي تعلو رايته خفاقة في سماوات المجد، فعمان بسواعدها بخير.