2024
Adsense
مقالات صحفية

“استغلال الناس خلال الأزمات”

بدرية بنت حمد السيابية

 

عندما تعصف بك الرياح والأعاصير فتحمد الله كثيراً لأنه ابتلاء منه، ولكن عندما يعصف بك طمع البشر واستغلال البعض حاجة الناس لما خلفه إعصار  “شاهين”  في الأيام الأخيرة، من هدم المنازل والطرق، وخاصة تعطل السيارات بسبب جريان الأودية بصورة غير طبيعية -الحمد لله على كل حال- ولكن للأسف الشديد هناك من أعمى عينه الجشع والطمع من غلاء الأسعار، وخاصة الكراجات ومغاسيل السيارات، والجميع لاحظ ذلك، والبعض تحدث وغرد في وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليرسل رسالة مضمونها “عدم استغلال الناس” رغم الظروف الصعبة التي مروا بها، وهذا يعدّ من السلبيات الغير مرغوب فيها.

إن استغلال حاجات الناس وقت الأزمات لأخذ أموالهم حرام شرعاً، ويدخل في نطاق أكل أموال الناس بالباطل، وناهيكم أيضاً فيمن رزقه الله بالمساعدات والعون من مُؤَن ومستلزمات أخرى، فالبعض ينكر ويقول “لم يصل إلينا شي” والبعض تجده قنوع يرضى بالقليل فالقناعة كنز لا يفنى، فالإنسان عندما يكتفي بما أعطاه الله من رزق يحمده ويشكره.
ومن جانب آخر ولعدم وجود قواعد بيانات ومخططات جغرافية على شبكة الإنترنت تعرقل المتطوعون عن تقديم المساعدة المثلى، وبينما الناس يبحثون من غير توجيه عن الأماكن المحتاجة إلى إغاثة عاجلة؛ حظيت أمكنة أخرى بعدد يفوق حاجتها، كما تكدست المواد الإغاثية في أماكن دون أخرى.

لكن البعض يرون أن ارتفاع الأسعار في أوقات الأزمات أحياناً يكون مبرراً، لكن ثمة فارقاً بين ارتفاع الأسعار الذي يعكس التكاليف المرتفعة لتشغيل المتاجر في الظروف الاستثنائية وبين التلاعب بالأسعار لجني أرباح مبالغ فيها باستغلال حاجة المستهلكين، ولا سيما بعد الصدمات أو في أوقات الأزمات، فرغم كل الجهود المبذولة للأسف هناك من استغل هذا الجهد والوضع، مع تسريب معلومات غير دقيقه لمن يقدم المساعدات، فتجده يوهم بوجود أناس محتاجين للمساعدة، وأنه مستعد لتوصيل الاحتياجات للجهة المذكورة، ولكن تذهب الاحتياجات لطرف آخر، وهذا فعلا ما يحصل خلال الأزمات في البلاد  فأين الضمير والأمانة؟!.

لهذا نتمنى من الجهات المختصة أن تراقب وتحاسب كل من تسوّل نفسه استغلال الناس، وبأن يكون لهم رادع ويكونوا عضة وعبرة؛ حتى لا يتم استغلال الناس من حيث غلاء الأسعار، وصيانة المركبات، وغيرها من الأمور الأساسية في الحياة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights