رَســائـِـل فُـــؤَاد_ج٤ – فــنّ الحــياة
فؤاد آلبوسعيدي
siaq2007@gmail.com
نقطة في بداية السّطر…
إنّ وصولك إلى قمة بعض الأمور التي تقوم بها لا تعتبره وصولاً أبدياً وكأنك قد أصبحت في نقطة لن يزيحك عنها غيرك، لا تقم بزرع الأوهام الكاذبة بين جنبات عقلك بأنك أبداً لن تقع يوماً عن مستواك ذاك الذي بتّ تباهي فيه الجميع وكأنّك قد ملكت عروش الأرض وما فيها من كنوز لا تعدّ ولا تحصى، لتعلم بأنّه من حسن أخلاق المرء أن تراه متواضعاً فيما أعطاه ورزقه الله.
نصيحة ستفيدك..
اعطِ الجميع ما يستحقونه من حقوق نظير واجباتهم، وعامل الجميع بعدالة وبحكمة دون أن تأكل حقوقهم، ودوماً تذكّر..
كم من ملوك ورؤساء وزعماء وقادة ورؤساء تنفيذيين تمّ إسقاطهم عن مقاعدهم وقام غيرهم بالجلوس في نفس تلك المقاعد، فمن تكون أنت لتظنّ بأنّك لن تسقط أبداً!
كثيراً ما أدخلنا الظّنون في أفكارنا وزرعنا في بواطن عقولنا ذلك الاعتقاد بأنّ جميع أو معظم تلك الخبرات السّيئة التي عشناها والتجارب الحياتية السابقة التي أنهيناها بطريقة سلبية هي أمور كانت بلا فائدة؛ بحيث أنّه لا يتعيّن علينا أن نشاركها أو نذكرها للآخرين ونحن نتكلم عمّا وقع علينا من مآسي أو أن نقوم بتذكّرها لتقوم بطبع ابتسامة شعثاءة خبيثة تستغفل دون إرادتنا وجوهنا، وتستنكر ما وصلت إليه أحوالنا؛ ولكن توالي الأيّام وتـتالي الخبرات والتّجارب الجديدة التي نعيشها قد يعلّمنا ذلك بأنّه في هذه الحياة ومن خلال تجاربنا وعلاقاتنا مع البشر على اختلافهم وعلى اختلاف ما كانت اتجهاتنا وأهدافنا معهم يجب أن نعلم بأنه لا وجود أبداً لما يمكن أن نسميه أو أن نقوم بوصفه بأنها كانت تجربة فاشلة في مجمعها، أو أن يأتي أحدهم فيشير بأنّه أبداً لم يستفد من علاقته وتجربته مع أحد الأشخاص، أو حتّى عندما يقول بأنّه قد فشل تماماً في شأنٍ وعملٍ كان يقوم به. نعم فحتماً سيجد كلّ شخص بأنّ أكثر الأمور سوادا ً التي مرّت عليه سابقاً فيها من الفوائد الكثيرة التي يمكن أن تفيده أو تفيد غيره إن قام بالتحدّث عنها.
قد يحدث أن نتخلى الحديث حول بعض الأمور التي نحن نريدها، قد يكون ذلك ليس لأننا بتنا لا نهتم بها أو لأننا يقيناً أصبحنا نكرهها ولا نريدها ولا نطيقها، ولكن ربما قد يحدث ذلك لنا لأنها قد غدت مواضيع شائكة فكلما قمنا بالحديث عنها، إلّا وقد وجدناها ربّما قد أصبحت تمثّل صداعاً لا ينتهي بسبب عدم وجود أذن صاغية إلينا، قد يحدث ذلك ربّما لإننا بـتنا نفهم ونرى بأنّ كثرة الأحاديث والنقاشات حولها قد تزيد الأمور سوءاً، بل وهي كأنّها لربّما تصبح شبيهة بضرب ودقّ المسمار الأخير في النّعش، وهي العبارة التي تُقال عند الشعور باليأس الذي يسكننا من بعض ما يقع من أمور، قد يحدث أن تعبر فينا لحظات الصّمت لأننا ربما بتنا نبحث عن نوافذ ومداخل أخرى نستطيع من خلالها إيصال ما نريده من أفكار.
النّسيان نعمة…
عليك أن تستشعر هذه النّعمة كغيرها من النّعم التي تحيط بك، فبعض الأمور علينا أن نتعامل معها بحكمة كبيرة؛ وذلك لكي نعيش حياة سعيدة لا نجد فيها أمور تنغّص علينا الحياة، لنتعامل مع قلوبنا التي نخزّن فيها كثيراً من الأمور التي نحبّها وتلك التي نكرهها، ولنجعلها كأنها حدائق زهور وبساتين من الواقع والخيال، فجنبات قلوبنا تملؤها متاهات هي في حد ذاتها صراعات أحياناً نصنعها بأنفسنا فتصبح وتمسي سارية وعابرة في سفرٍ محمولة بين الأوردة والشرايين.
الأسرار التي نحفظها في دواخلنا أكانت حلوة أو مُرّة هي في حدّ ذاتها وفي معظمها متاهات تسكن قلوبنا، وبعض الأسرار قد تكون كشجيرات صغيرة لا نحبّ منظرها، فإن تركناها تكبر ربّما قامت بتغطية جمال وروعة وبداعة البستان عن نظر الأعين التي تنظر و تشاهد من الخارج.
ما تخفيه قلوبنا لا يجب أن يكون سجناً يعيقنا عن رؤية جماليات الحياة الكثيرة، فمن منّا لا يملك أسراراً تضرّه وتقيّد حرّيته؟!!
نحن جميعنا نملك ما نتمنى أن ينزاح عن الذاكرة وننساه، بعض الأسرار هي فقط قيود في أعناقنا وتحبس خواصرنا، ولكن يبقى الصفاء في قلوبنا هو ما يجعلنا نطفو كقطعة خشب لا تغرقها أمواج البحر الطاغية؛ فنتشبّث بكلّ مبادئ الحرّيات في أعماقنا.
بعض الأفعال المقصودة التي تقوم بها من أجل خلق الألم قليلة وكثيرة على أحدهم، فلا تعتقد بأنها ستؤذي من تريد أذيّته، بل هي في حقيقة الأمر لن تؤذِ سواك أنت، ولن تلطّخ سوى سمعتك ومقامك أمام الجميع، فكن أنت سيّداً في كلّ تصرّفاتك، وكن بما تفعل وتقول رائداً وحكيماً، وعليك أن تتذكّر عند تواصلك مع الآخرين بأن هنالك انعكاساً حتماً قد تصنعه وتتركه في أعين الآخرين ومنه سيتمّ الحكم عليك.
لتعلم جيّداً بأنه ما عاد يُهِمّ البعض من المحيطين بك حماقاتك السّمجة ولا فواصلك وأفعالك الأنانية التي بتّ تفعل الكثير من أجل إستمراريتها دهراً، وذلك لكي تكون نعرات تعيش بها وتتعامل بها مع غيرك من البشر، إنّ بعض تصرفاتك السّيئة ليست دليلاً على التربية الحسنة والأخلاق الطّيبة التي حاول وعمل ولي أمرك وأفراد أسرتك المستحيل لكي تنمو معك في كل يوم تعيشه، فحافظ على نُبل قِيَمك الرّفيعة، وعلى حُسن أخلاقك الطّـيبة التي زرعها أهلكَ بك، والمستمدّة من محيطك الأسري، وتذكّر دائماً حالة الخذلان والنّكران التي قد يعيشها من عمل على تربيتك وتقويم سلوكك بسبب تجاوزك للخطوط الحمراء التي وضعت؛ كي لا ترتكب أمور هي معنوياً قد تضرّهم بشدّة.
تذكّر.. “إن لم تستطع أن ترفع رأس غيرك عالياً؛ لا تقم بإنزاله بسبب حماقاتك”.
أحياناً الضوء والشعاع الذي سيشير إليك وبخبرك بإنه من هناك أو من هنا هو المعبر إلى نجاحك قد يكون خلفك، وربما أنت قد مررت منه ولكن لم تكن تراه.
من الحماقة أن يحيطك الاعتقاد بأنّك محور الكون عند غيرك، أو أنّ أحدهم هو محور الكون كذلك، لا تدع هذه الفكرة تحتلّ فكرك في أيّما حال من الأحوال، اغرس في عقلك فكرة وحيدة عن هذا العالم؛ وهي أنّ هذه الحياة مستمرة بما فيها من بشر منذ آلاف السّنين، فلا تفكّر بأنّك ستسيّرها وستوقفها مثلما تريد.
لكلّ منّـا لحظات نعتبرها نجاحاً لنا فتكون هي المنارة التي تقودنا إلى نجاحات أخرى، كذلك قد تطوف علينا أوقات عسيرة ونعتبرها فشلاً قد يقودنا إلى أمور متراكبة أخرى تمنعنا من النّظر بإيجابية نحو هذه الحياة، ولكن على الإنسان أن يقف دائماً على ما أوقفه وجعله سدّاً منيعاً يحول بينه وبين الوقوف من جديد؛ لذلك عليك أن تسير على النهج الذي يقول..
“إخفاقاتك السابقة مهما طال قدمها لا تجعلها شماعة لمشاكلك الحالية ولا تجعلها سبباً يمنعك من القيام بخطوات جادة وناجحة إلى الأمام”.
حماقات البعض تظهر مدى رخص تصرفاتهم وأهدافهم البخسة ورداءة تفكيرهم الوقح، والسوء الذي يظهره كلّ إنسان لا يتشكل فقط من أفعاله وأقواله، بل قد يتشكل تبعاً لأهوائه وملذّاته المادية.
أحيانا عليك أن تنتبه..
صلابة الرأي والتّمسك بما تفكّر به قد لا يكون في كثير من الأحيان دليل على عزّة النفس وقوّتك وصواب ما تريده.
أحياناً يجب عليك أن تحذر..
فبعض قناعاتك قد لا تعطيك نتائج إيجابية تحلم بها، ولن تحصل سوى على نتائج سلبية تخسر فيها الكثير من الأمور التي قد تكون أكثر رحابة لك.