لا تُعينوا الحاقدين على الوطن، بل قِفوا مع الوطن ضد الحاقدين
خليفة بن سليمان المياحي
إنَّ ما يؤلم النفس، ويكدر الخاطر، وينغص الحياة أن يتسبب الواحد منّا في تدمير بيته، وتفكيك أسرته، فيعينُ الحاقد والحسود على ضياع المنجزات، والمكتسبات، والثروات.
هكذا هي الأوطان عندما يوجد بها من لا يُدرك مخاطر الأمور، ولا يقدر العواقب، فالدعوة للتجمعات تُعين الحاقدين على دمار الوطن، وتُساعد على تقزيم المنجزات والوصول به لمستنقع مظلم ليست له نهاية؛ فيصاب الناس بالخوف والجوع والفقر، ونقص في كل مآرب الحياة، ولنا في ذلك أمثلة وعبرة واقعية في بعض الدول التي كان سبب دمارها مطالبات بسيطة في تحسين أوضاع المعيشة وإذا بهم الآن يقنعون بأقل القليل من العيش، ليحافظوا فقط على سلامتهم وسلامة أولادهم، فضلاً من أن يكون حالهم مستقرا، أو على الاقل يعود الوضع كما كان عليه سابقاً، ولكن بالمقابل فإنّ ما يُريح النفس ويطيب الخاطر أنه لا يوجد في وطننا الغالي عمان ولله الحمد مثل هؤلاء؛ لأن عقول الناس باتت متفتحة وواعية وتدرك أنَّ “معظم النار من مستصغر الشرر”.
وإن مثل هذه الأحداث تعد فرصة سانحة، وأرضاً خصبة لكل حاقد على الوطن لينفث سمّه وسط المقاصد الحميدة، فيغيّر مسارهم وأفكارهم، فيفتعل الأفاعيل باسم الحرية، أو بذريعة توصيل المطالب لتحسين الوضع أو تغيير هيكلة الحكومة، أو معالجة بعض الظواهر التي باتت تؤرق الجميع ولا تخفى على أحد.
لاشك أنَّ أي مطلب يقدم للحكومة من قبل أبناء الشعب مُقدّر وله قبول، فالمطلب شرعي وأبناء الوطن إن لم يطالبوا المسؤولين وأصحاب القرار بمآربهم واحتياجاتهم فممن يطلبونه؟ وإن لم يبوحوا بصوتهم وإبداء آرائهم، ومقترحاتهم فلمن يبوحون؟
إنَّ ذلك أمرٌ لا مِراء فيه ولا جدال،
فقط يجب أن تكون المطالب وفق أسس وآليات مُتبعة، وعن طريق القنوات المسؤولة، وفي هدوء تام حتى يجد المطلب الآذان الصاغية، ويتحقق المطلوب لا عن طريق الدعوة للخروج والمناداة بالتجمعات وتنظيم المظاهرات، فإن ذلك مخاطرة كبيرة، وقد تعقبها مآسي وخيمة، فلا يعلم الداعون إلى التجمع أن هناك من ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ليجعل منهم كبش الفداء، فيعكر صفو الجو، ويقلّب الأمور رأساً على عقب، ويغيّر مسار المطالب ويطورها إلى أبعد مما يتصور، فيحدث الصدام وتقع المشكلة حينها، وتكون الشرارة الأولى قد اندلعت، وهذه غاية مطالب وأهداف الحاقدين، فلا تعينوهم على وطننا الغالي، ولنحافظ عليه، ولا نُتيح المجال لهم حتى لا يصل بنا الحال إلى ما وصلت إليه البلدان الأخرى (لا قدر الله).
أسأل الله أن يحفظ بلادنا عمان وسائر بلاد المسلمين، وأن يبارك في عمر مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان / هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه؛ ليظل عهده متجدداً بتجدد عمر عهده الميمون.