تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
قصص وروايات

حلم والدي واقع يراه ناظري – والجزء الثاني/ من قصة متحف_البيت_الغربي

زكية بنت ناصر اللمكية

عندما عرفت الصحافة عن وجود بيت أثري في الرستاق جاء الصحفيون ليلتقطوا صوراً له؛ لكي يعلنوا عنه في الجريدة اليومية.

وعند إعلانه في الصحف بدأ الناس يتسارعون لزيارة المتحف، على الرغم من أنه ما يزال قيد الإنشاء، فمعظم الغرف لم يتم ترميمها، بل أغلبها متهالكة ومهشمة.
فبدأتُ بالتفكير حينذاك، أصبحت أسأل نفسي من أين آتي بالمقتنيات وكيف أستطيع أن أرمم ١٤ غرفة مع المرافق التي تصاحب الغرف والصالات، كيف لي أن أرمم كل هذه الغرف وأنا لست موظفة ولا يوجد عندي المال الوفير فماذا عساي أن أفعل؟
من الذي سيقف بجانبي، ويساندني في هذا العمل الشاقّ؟
أسئلة تطرح في ذهني لا أعرف من أين أجد لها مخرجاً.
ولكن جاءتني الفكرة بأن أبحث عن القطع الأثرية في البيوت المهجورة بعد استئذان أهلها لعلّي أجد شيئاً.

مسيرة البحث عن المقتنيات:
عقدتُ المسير وحملت المعدات كي تسهل عملية الحصول على القطع، تارةً لوحدي وتارةً مع الشباب المتطوعين، والحمدلله تسهلت لي الأمور وأصحاب البيوت المهجورة ساعدوني في جمع الأغراض،
والحمدلله خلال ٣ سنوات من البحث جمعنا تقريباً أكثر من ألف قطعة أثرية وكلها بتوفيق من الله واصحاب الخير.
فتوالت الأحداث ومرت الأيام والأشهر والزوار يزدادون،
وما يزال البيت على قيد الترميم.
بدأت بجمع المال وقمت ببيع مشروعي الذي كنت أجني منه القليل من المال وشاركت في جمعيات لجمع المال دون الحاجة إلى مساعدات مالية من أحد.
فسلمت نفسي للباري وفوضت أمري إليه وقمت بترميم غرفة تلو الغرفة والمبالغ تذهب وتأتي إلى أن تنفذ كاملاً.

الرؤيا الثانية من الحلم:
رأيت عمتي زوجة والدي رحمها الله في المنام تطلب مني ترميم غرفتها حتى لا تشعر بالإحراج من النساء اللواتي يأتين لزيارة المتحف، ما هذا الحلم؟ هل هي رسالة من عمتي أو توصية منها، وكيف لي أن أحقق حلمها وأنا لا يوجد لديّ المبلغ الكافي لأني كنت أرمم مجالس العلم في ذلك الحين، يا ترى ماذا سأفعل؟
مَن الشخص الذي سيوافق على بناء الغرفة وإعطاء المال بالقسط شهرياً؟ أسئلة تحيرني ماذا سأفعل؟
قمت بالبحث عن العمال الذين يبنون لي غرفة العمة رحمها الله وإعطائهم أقساطاً شهرية.
بحثنا وبحثنا أنا والشباب الذين يساعدوني، ولكن دون جدوى تذكر، وبعد أيام من البحث جاء عمال من باكستان مع أحد مشرفي المتحف ووافقوا على إعطائهم الأجور بالتقسيط.
والحمد لله بدؤوا في ترميم الغرفة وعند انتهاء الترميم، جاء خبر محزن وهو وفاة والدة الباكستاني الذي كان يرمم الغرفة وأن عائلته تريده أن يسافر إليهم لحضور جنازة أمه
من هنا عرفت أنها مشيئة الله، جعل هذا الرجل تتوفى أمه حتى لا يطالبني بالمبلغ إن تأخرت عليه.
وأثناء سفر العامل الذي بنى الغرفة لبلدته، جاءنا اتصال هاتفي من جهة الهيئة الثقافية الرياضية لحضور احتفالية، حينها لم نكن نعلم أننا سنكون من الفائزين بالمراكز الأولى على مستوى السلطنة وهي جائزة المبادرون للعمل التطوعي،
جاء فوزنا بالمركز الثاني على مستوى السلطنة وفيها مبلغ يكفي لبناء الغرفة كاملة ولله الحمد.
من هنا أيقنت أنها إرادة الله فوق كل شيء .
وعندما رجع العامل الذي بنى الغرفة
حصل على كامل المبلغ دون انتظار الأقساط الشهرية.

ثم توالت الأحداث والمواقف والحكايات تستمر في ذلك البيت العتيق، وما يزال حلم زكية يتجدد.
انتظرونا في الجزء الثالث… يتبع.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights