أُمّيْ
يونس الخروصي
أُمّيْ التي لا أَبْتَغي إلاّها .. فَهَيَ الحَنَانُ ولا حَنَانُ سِوَاها
أّمي إِبْتِسامَةُ ذا الزّمانِ وبِشْرُهُ .. دَوْمًا إذا بَسِمُ الزَّمانُ تَراها
هِيَ كالحَنَايَا تَحْتَوي قَلْبَاً وَبَلْ .. هَيَ نَبْضُ أَوْرِدَةٍ تَضُخُّ دِمَاهَا
عِطْرُ الحَيَاةِ يَضُوعُ مِنها فائِحًا .. بَلْ يَسْتَمِدُّ حَلاهُ من رَيّاها
فَعَبِيرَها يَغْشَى الفَُؤَادَ سَعَادَةً .. كالرّاحِ تَغْشَى شارِبًا يَصْلاها
أمّي تَئِنُّ إِذَا تَأَوَّهَ خَافِقي .. مِنْ قَبَلُ حَتَّى أَنْ أَقولَ أَوَاها
أُمّي الموَاساةُ التّي لا تَشْتَكي .. ضَيْمًا إذَا شَكَتِ الرِّجَالُ بَلاها
هَيَ نَخْلَةٌ مِعْطَاءُ لا بَلْ والذّيْ .. خَلَقَ البَرِيّةَ لا يَشِحُّ عَطَاها
أُمّي النَّقاءُ بِنَفْسِهِ وَبِعَيْنِهِ .. لا شَيْءَ في الدُّنْيا يُضَاهِي نَقَاها
هِيَ نَبْعُ حُبٍّ دافئٍ تُرْوَى بِهَا .. كُلُّ المحَبَّةِ فِي الحَيَاةِ بِماها
هَيَ مَنْهَلٌ شَبِمٌ تَكَدَّرَ غَيْرُهُ .. وَصَفَتْ مِياهًا لا تَشوبُ مِيَاها
هِيَ نورُ بَدْرٍ بَلْ ضِياءُ كَوَاكِبٍ .. هَيَ كالثُّرَيّا يُهْتَدى بِضَياها
هِيَ لِلْعِيونِ سَوَاُدها وَ بَياضُها .. بَلْ ماؤُها كلّا وَبَلْ مَرْآها
أَيُّ المنازِلِ أُنْزِلَتْ أَعْظِمْ بِها .. قَرَنَ المليكُ رِضَائَهُ بِرِضَاها
بَلْ أَيُّ فَضْلٍ لَيْتَ شِعْرَيَ أُعْطِيَتْ .. ..قَرَنَ الإلـٰهُ جِنَانَهُ بِثَراها
يَا رَبُّ فَحْفَظْهَا لَنا وَاغْفِرْ لَها .. وَأَقِرَّ عَيْنَيْها بِنَا وَارْعاها
يَا رَبُّ لا تُرِني بِأُمّي بَأْسَةً … لا جاءَ يَومٌ فيهِ قَدْ أَنْعاها