يمثل فرصة حيوية وخلاّقة للمستثمرين مجمع الشارقة للابتكار الحاضن الأكبر للتقنيات والشركات الواعدة في المنطقة
الشارقة – النبأ
يعتبر مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أكبر مجمع حاضن للتقنيات والشركات الواعدة في المنطقة، وهو مجمع جاذب ومستدام، وجاء تصميمه وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية المتبعة في بناء مجمعات التكنولوجيا العصرية، وجزء من أكبر مركز للثورة الصناعية الرابعة والطباعة ثلاثية الأبعاد، وأحد أهم مراكز البحث والتطوير، ويقدم الفرصة المثالية والدعم والمساندة في مختلف أشكالها للشركات عند التسجيل والإطلاق بما يسهم في تحقيق أعلى درجات النجاح للشركة المعنية وللمستثمر في عالم الابتكار.
وقال سعادة حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، جاء هذا المشروع بكل تفاصيله وعناوينه ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتوفير بيئة ملائمة للإبداع والابتكار عن طريق إيجاد مجمع جاذب ومستدام، ودعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار، للارتقاء بمكانة الدولة كوجهة عالمية في مجالات البحوث والتكنولوجيا من خلال الربط بين جهود مؤسسات القطاع الخاص والهيئات حكومية والمؤسسات الأكاديمية، لدعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية ودعم توجهات الدولة نحو اقتصاد المعرفة.
وأضاف: يرتبط المجمع بعلاقات استراتيجية علمية ومعرفية مع أعرق الجامعات والمؤسسات العالمية اليت تمتلك خبرات عميقة وكبيرة في البحث والتطوير، بما يسهم في خلق بيئة بحثية ابتكارية عالمية المستوى.
وأكد أن الشارقة تعتبر حاضنة للكم الأكبر من الصناعات في الدولة، وبالتالي كان لا بد من العمل على تطوير منظومة تقنية لدعم هذا القطاع الحيوي في الدولة، والإعداد للتحولات الذكية والجاهزية للاستفادة منها بالطريقة المثلى، بما يخدم الصانع والمستهلك عبر تهيئة البنية التحتية التشريعية اللازمة لدعم تقنيات صناعة المستقبل لتكون الشارقة ومن خلال المجمع مركز اختبار عالمي المستوى لتجربة وتطبيق التكنولوجيا، وليكون مركزاً محورياً لشبكة عالمية من المطورين والباحثين لدعم القطاع الصناعي والانتقال به الى صناعة مستقبلية تعتمد على أحدث التقنيات الابتكارية.
معسكر صيفي لطلبة المدارس
ولفت المحمودي إلى أن المجمع أطلق معسكراً صيفياً لطلبة المدارس لتدريبهم وإكسابهم مهارات المهن المستقبلية، تضمن ورش عمل عديدة على استخدام أحدث المعدات التقنية، ويتيح المعسكر الصيفي للطلبة استكشاف موضوعات جديدة وتعلم مهارات مستقبلية مبتكرة لتجربة العديد من المعدات عالية التقنية وورش عمل متخصصة بعمليات التصميم لتشكيل منتجات مبتكرة، وتطوير المهارات في عدة مجالات، كالطباعة ثلاثية الأبعاد، والقطع بالليزر والروبوتات، المركبات ذاتية القيادة، التكنولوجيا الخضراء، بالإضافة إلى تدريب المنتسبين على العمل في فرق باستخدام الإبداع في استكشاف وحل المشكلات التي يمكن أن تحدث فرقاً في العالم.
وتابع: يأتي إطلاق مثل هذه المعسكرات التقنية والورش التدريبية ضمن استراتيجية المجمع الذي يعمل وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية المتبعة في بناء مجمعات التكنولوجيا، حيث يركز على محاور عدة، من بينها، تكنولوجيا المياه، وتكنولوجيا البيئة، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المواصلات، وتكنولوجيا المعلومات، والتصميم الصناعي والعمارة، كما يعمل على دعم الصناعات الوطنية التي تندرج تحت هذه المحاور.
مختبر الشارقة المفتوح للابتكار
وأشار إلى أن المجمع يضم مختبر الشارقة المفتوح للابتكار “سويلاب”، (SoiLAB)، وقد استقبل الطلبة منذ الرابع من يوليو الجاري، لمتابعة الورش في المختبر، حيث يهدف المختبر إلى تزويد الطلبة والباحثين والمبتكرين بأحدث التقنيات والآلات الحديثة والمبتكرة في عدة مجالات واختصاصات مختلفة، وبتكلفة رمزية بالإضافة الى استقطاب الشركات العالمية في تلك القطاعات في مكان موحد.
ولفت إلى أن المختبر يعتبر أول حاضنة للشركات الناشئة والأعمال الابتكارية في الشارقة، ليكون بمثابة بيئة ملائمة للإبداع والابتكار من خلال توفيره لمساحة تسمح لمجتمع الممارسين بتبادل المواد وتعلم مهارات جديدة والتركيز على إشراك المشاركين في محتوى التعلم، وهي وسيلة من شأنها أن تسمح للمدارس والجامعات بأن تكون جزءاً من هذا المشروع.
وكان المجمع نظم في يناير العام الماضي ملتقى حواري حول الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، شارك فيه نخبة من العلماء والمتخصصين من الجامعات المرموقة في الدولة، وعدد من قادة الصناعة الذكية في المنطقة والشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، بالإضافة لعدد من الدوائر الحكومية في الشارقة. وجاء الملتقى ضمن سلسلة من الملتقيات والجلسات الحوارية حول استشراف مستقبل البحوث والتطوير والابتكار، ضمن رؤية شمولية أحدثتها تغيرات عالمية أبرزت ملامح ثورة صناعية رابعة بدت معالمها بتغيرات غير مسبوقة في حياة البشرية، وتعد التحولات الصناعية وطرق الإنتاج الحديثة من أهم التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم الحديث.
إلى ذلك، يعمل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار على وضع منظومة عمل متكاملة للصناعات الذكية في الإمارة، بالتعاون مع جهات عالمية في سبيل تطوير تلك الصناعات والعمل على تطوير مصانع ذكية تعتمد على التقنيات الحديثة، لتحاكي الثورة الصناعية الرابعة التي تصف حالة الصناعة في عصرنا الحالي، من خلال دمج التقنيات الرقمية بالصناعة في عدد من المجالات، لتفرض الروبوتات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات ذاتية القيادة وغيرها وجودها في المنظومة الصناعية الحديثة، بحكم أن الشارقة لديها عدد كبير من المناطق الصناعية حتى باتت تعتبر عاصمة للصناعة في الإمارات.