المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي ((١٥٠٧م – ١٦٩٨م))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء الثاني والعشرون:-
استعرضنا في هذا المقال مراحل بدء العمليات الحربية للقوات العمانية لتحرير مسقط.

الجزء الثالث والعشرون:-
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن التقارير الأجنبية حول تحرير مدينة مسقط عام ١٦٥٠م.

– معركة تحرير مسقط هي التي أنهت احتلالاً برتغالياً بغيضاً للأراضي العمانية استمر ما يقارب ١٤٠ سنة وتُعتبر هذه المعركة من أشرس معارك التحرير العمانية فقد استشهد في هذه المعركة فقط ما يقارب الخمسة آلاف شهيد روَت دماؤهم الطاهرة أرض المعركة.

– هذه المعركة كانت مدار مراسلات بين مختلف عواصم العالم المتحضر في تلك الفترة فقد أوردت شركة الهند الشرقية الإنجليزية عدة تقارير تتحدث عن استعادة الحكم العماني لمسقط ومنها تقرير عام ١٦٥٠م الذي ذكر أن العمانيين استطاعوا الاستيلاء على مسقط رغم الفارق الكبير في القوة بين الطرفين خاصة من الناحية التسليحية.

– كما يوجد تقرير آخر لشركة الهند الشرقية الإنجليزية عام ١٦٥١م يتحدث عن وصول سفينة إنجليزية إلى مسقط في محاولة دبلوماسية بريطانية للمساعدة في إطلاق سراح نساء أبناء عمومتهم البرتغاليين من المعتقلات العمانية في مسقط ولكن لم ينجح الإنجليز في ذلك.

– تقرير هولندي في عام ١٦٥٠م يتحدث عن أنباء جاءت بها إحدى السفن القادمة إليها تقول بأن مسقط سقطت وأن البرتغاليون يقاومون في حصن واحد فقط على الرغم من أنهم يطلبون الاستسلام.

– وجاء في أرشيف الكرملين الروماني تقرير كتبه أحد الرومان الموجودين في مسقط آنذاك أن البرتغاليين لم يتلقوا أية مساعدة من مؤسسات برتغالية أخرى
((القواعد البرتغالية القريبة من المنطقة)) وسرعان ما سقط آخر حصن لهم في مسقط.

– يقول ألكسندر هاملتون في كتابه رواية جديدة عن جزر الهند الشرقية نقلاً عن شاهد عيان لمعركة تحرير مسقط فيقول: –
((أحاط البرتغاليون بالعرب من قلاعهم فوق الجبال وأمطروهم بالكثير من القذائف إلا أن العرب لم ينظروا خلفهم قط بل تسلقوا الأسوار فوق جثث قتلاهم وفقد العرب في الهجوم على مسقط حوالي ٤٠٠٠ أو ٥٠٠٠ من أفضل قواتهم بينما نقص عدد البرتغاليين في قلاعهم إلى ٦٠ أو ٧٠ فرداً وقد قُتل الذين كانوا في قلاع صغيرة بالسيوف عدا الذين أرادوا إنقاذ حياتهم بقبول الارتداد عن الدين المسيحي وقبول عملية الختان وأما الذين كانوا في القلعة الكبرى ((الميرداني)) فقد صمدوا حوالي ستة أشهر في ظروف من الحاجة والإرهاق الشديد وضاعت كل آمالهم في وصول نجدة فقرروا الاستسلام)).

– هكذا تم تحرير عمان قاطبةً رغم الفرق الشاسع بين التفوق العسكري البرتغالي والعماني إلا أن العمانيون استطاعوا بالإصرار والعزيمة والإيمان التغلب على السلاح البرتغالي المتطور وتحرير بلادهم.

مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن ظروف نشأة الأسطول العماني.

المصادر:-
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
((١٥٠٧م – ١٦٩٨م))
المؤلف:-
أحمد بن حميد التوبي

– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف:-
د. أيمن محمد عيد

– دولة اليعاربة
المؤلف:-
د. عائشة السيار