مكرمة اللّه تعالى لأهل عُمان بيوم ٢٣ يوليو المجيد
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
إن نعم اللّه تعالى على عباده أنزلها في كل مكان وزمان، فقد تفضل اللّه تعالى وجعل لعُمان يوم الثالث والعشرين من يوليو يوماً خالداً لها ولأهلها، فقد حباهم اللّه من فضله و اختار من بينهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب اللّه ثراه – ليكون هو القائد المُلهم لوطن قد عصفت به الأقدار بين مد وجزر، شعباً غلبت عليه الكلمة التي تدعو للفرقة والتشتت، فأغلب الشعب من قبل هاجروا لطلب العيش والاستقرار لعدة دول خليجية وإفريقية.
ولكن بحكمته المعروفة التي اتصف بها جلالة السلطان قابوس رحمة اللّه عليه خاطب شعبه بالعودة إلى الوطن الأم؛ لكي يكونوا بجانب قائدهم لحمة واحدة لبناء وطنهم، فقد كانت له قدراته التي عُرفت عنه منذ مئات السنين بأنه كان ذو قوة وصلابة عالية سياسياً ودفاعياً، فكانت عمان لها ثقلها في العالم في تلك الحقب التي تعاقبت في الأزمنة السابقة.
هب المواطنون لنداء قائدهم وبدأوا الذين قدر لهم العيش خارج وطنهم يتوافدون تباعاً ملبين نداء قائد الحكمة والسياسة – رحمة الله تعالى عليه – وأخذ كل مواطن دوره المناط إليه في جميع القطاعات سواءً كانت العسكرية أو الخدمية أو الخاصة.
فبدأ في تطهير البلد سواءً من النفوس الضعيفة الداخلية كانت أو الخارجية، حتى استتب الأمن والأمان في ربوع الوطن وبدأت مسيرة الوطن، ودعا جلالته – رفع اللّه شأنه من العليين- وأمر بفتح المدارس مدرسة تلو الأخرى في المدن والسهول والجبال وفي قعر الوديان، لأن جلالته كانت له نظرته في أن الأمم لن تتقدم إلا بالتعليم، ودعا جميع المواطنين بأن ينخرطوا لطلب العلم وقد أتى بالمعلمين من مختلف دول الخليج والدول العربية؛ ليشاركوا في مسيرة التعليم في هذا البلد المعطاء.
وفي مجال الصحة تم افتتاح المستشفيات والمجمعات الصحية وقد نال جميع المواطنين حقوقهم من العلاج، وقد أتى بالأطقم الطبية ومساعديهم من مختلف دول العالم العربية والإسلامية، والأصدقاء من دول العالم.
وكما أن جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه لم يغب عنه من أن يؤسس جيشه الباسل، بمختلف تشكيلاته ووحداته البرية والجوية والبحرية وأسند إليهم مهام الدفاع والحماية للوطن، وأعطى توجيهاته بأن يلتحق جميع منتسبيه بالعلوم والدراسة، وأمر كذلك بفتح الكليات والمعاهد والمدارس في جميع التشكيلات؛ وذلك تمهيداً لتأدية واجباتهم سواء كانوا ضباطاً أو أفراداً.
وفي مجال الأمن أنشأ جهاز شرطة عُمان السلطانية واسند لها تلك الواجبات التي تلامس الوطن والمواطن، وتم إنشاء عدة وحدات وإدارات لكي يقوموا بتأدية واجبهم، سواء الأمنية أو الخدمية والإشراف على الأمن العام والمحافظة على أمن البلد براً وجواً وبحراً، ففي مجال البر تم إنشاء مراكز حدودية لتنظيم الدخول والخروج إلى البلد، وفي مجال الجو أخذوا واجبهم في الإشراف على المطارات فهم ينظمون الدخول والخروج عبر المطارات، وفي المجال البحري تم إسناد الإشراف لهم على حدود البلد بحرياً فهم يؤدون واجبهم على أكمل وجه.
وفي قطاع الخدمات ومنها التنمية الإجتماعية التي من ضمن واجباتها الإشراف على مظلة الضمان الإجتماعي وغيرها من الخدمات، وفي قطاعي الكهرباء والمياه الحمد لله تم توصيل تلك الخدمات لربوع الوطن، وفي قطاع الطرق أصبحت شبكة الطرق شبه متكاملة، وغيرها الكثير من الخدمات من الزراعة والثروة الحيوانية وموارد المياه وغيرها من الخدمات الأخرى.
رحم اللّه تعالى سلطاننا قابوس مفجر فجر ٢٣ من يوليو ومؤسس دعائم هذه الدولة الفتية التي تجذرت منذ عهد نبينا عليه الصلاة والسلام، ونسأل الله تعالى أن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق لنقل عُمان الحديثة وشعبها العزيز، الذي دائماً ما يسير خلف قيادته الحكيمة مخلصاً لسلطانه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، محافظاً على عاداته وتقاليده منذ الأزمان.