بركات ذي الحجة
خوله كامل الكردي
يهلُّ علينا شهر ذي الحجة والنفحات الإيمانية تتسلل إلى النفوس والقلوب وتملؤهما بالطمأنينة والسكينة، ويستعد الإنسان المسلم ليقيم أيام وليالي هذا الشهر العظيم بالطاعة والأعمال الصالحة من صوم وإخراج الصدقات وقراءة القرآن والعطف على الفقير إبتداءً من الأقرب إليه، فالصدقة أولى للمحتاجين من الأهل فينال العبد أجر صلة الرحم والصدقة مجتمعين.
فرض الله علينا كمسلمين أداء ركن الحج، وهو من أهم أركان الإسلام، ومن غيره لا يستقيم إيمان مسلم. وهبنا الله هدية شهر ذي الحجة كي نؤدي تلك الفريضة العظيمة، يتحلل الحاج فيها من كل متاع الحياة الدنيا ومنغصاتها، فيقبل خاشعاً طائعاً أملاً أن يقبل الله عبادته وطاعته.
يستشعر المسلم بقربه من الله عندما يصل إلى بيته العتيق، ويرفع يديه بالدعاء والتهليل والتكبير والتوسل والرجاء أن يستجيب دعاءه ويثبته ويقبل توبته.
إن شهر ذي الحجة فرصة ذهبية للنفوس القلقة والقلوب الخائفة، التي ترجو أن يزيح الله عنها الخوف والحزن، ولمن اقترف إثماً أن يرجع إلى ربه ويطلب منه العفو والصفح، فباب المغفرة واسع لكل تائب نادم، فهو شهر من الشهور الحُرم، فيه من الفضائل والثواب العظيم ما لا يعد ويحصى. فعلينا أن ننتهز هذه المناسبة الجليلة بالدعاء والإكثار من العبادات والباقيات الصالحات؛كي يرتفع رصيد أعمالنا الصالحة عند الله، ويجزينا خير الجزاء بإذنه، ويجعلنا ممن يرضى عنهم فنجمع سعادة الدنيا والآخرة.
فلنقم هذا الشهر المبارك، ولنفرح ونُسعد من حولنا، ونذكر أحبائنا بفضائله، ونحث الأهل على الإجتماع على طاعة الله.