ما الهدف؟
أحمد بن موسى البلوشي
من حق أيّ مواطن تواجهه مشاكل معينة مع أيّ جهة حكومية أن يلجأ إليها لحلها، لأنّ هذه الجهات دورها التحقق من طبيعة هذه المشاكل، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها بما يتناسب مع الجميع، وأحببت أن أشارككم هذا الموضوع الذي يدور في ذهني منذ مدّة طويلة، ألا وهو ما الهدف من طرح قضايا ومشاكل لشخص ما مع جهة حكومية معينة في وسائل التواصل الاجتماعي؟، فهل وسائل التواصل الاجتماعي هي الجهة المعنية لإيصال هذه المشاكل وإيجاد الحلول لها؟ أم أنّ المغزى من ذلك شي آخر ربما نجهله؟
وما شدّ انتباهي في هذا الموضوع من خلال متابعتي لهذه الظاهرة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، قيام بعض الأشخاص بطرح قضاياهم ومشاكلهم الخاصّة مع بعض الجهات الحكومية أو الخاصة دون وجود أيّة أدلة أو مستندات؛ بل مجرد هجوم غير مقرون بالدليل، وقد يكون الشخص صاحب حق، وأنا لست ضد هذا التوجه، بالعكس وكما أسلفت في البداية بأنّ من حق المواطن أن يطالب بحقوقه؛ ولكن عبر القنوات الرسمية المعتمدة، وعندما يطرح الشخص قضيته في هذه البرامج ترى الكثيرين يتفاعلون معه وينقسمون إلى فريقين؛ فريق مؤيد لطرحه، والآخر معارض، باختصار كأنّه مجلس (سبلة) تدار الحكايات والأحاديث فيه حول الموضوع وكل يدلي بدلوه، وتحدث الكثير من التجاوزات في الطرح سواء على الشخص نفسه أو الجهة المعنية، وفي النهاية لا يصل صاحب القضية للفائدة المرجوة؛ بل ربما ترفع هذه الجهة قضية عليه ويخسر الكثير، وكان من الأجدر أن يتواصل مع الجهة مباشرة، ويقدم مشكلته ثم ينتظر الرد منها، وإن لم تنصفه؛ فباستطاعته بعد ذلك التواصل مع جهات أخرى معينة حسب ما هو معمول به في ذلك.
وفي كل دولة من دول العالم توجد قنوات معينة لإيصال قضايا المواطنين؛ بل يمكن القول بأنّ في كل جهة حكومية تقسيم خاص بتقديم الشكاوى والبلاغات حولها، وإن لم تنصفك هذه الجهة يمكنك الذهاب إلى جهات أخرى مختّصة؛ بدل الهروب لقنوات غير رسمية وغير مجدية.
كما أنّ معظم الجهات الحكومية والخاصة لها حسابات رسمية في قنوات التواصل الاجتماعي، ويحق للجميع التواصل مع أيّ جهة، ويمكن كذلك طرح القضايا العامة، والخاصة بشرط أن تكون لديك الأدلة المقنعة، بدلاً من طرح هذه المشاكل بشكل عام، وبدون مستندات تؤيد ما تطرحه، ويجب أن نركز على نقطة مهمة جدًا في الموضوع وهي دور هذه الجهات في التعامل بجدّيه، والعمل على حل هذه المشكلات والشكاوى، وعدم تجاوزها أو تجاهلها. يقول زيغ زيغلر: “تشير الإحصاءات إلى أنّه عندما يشتكي العملاء، يجب على أصحاب الأعمال والمديرين أن يتحمسوا بشأن الشكوى، إذ تمثل شكوى العميل فرصة كبيرة لتنمية وتطوير الأعمال وحلّ المشكلات المستقبلية”، ويقول ألبرت أينشتاين: ” المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ”.