بشائر الغيث تنسينا الضجر
خلفان بن ناصر الرواحي
ونحن نعيش هذه الأيام المباركة من الليالي العشر من شهر ذي الحجة المبارك، ونستقبل يوم عيد الأضحى السعيد، وما يصاحب ذلك من تضجر لكثير منا نتيجة الحجر المنزلي خلال الأربعة أيام الأولى من العيد بناء على قرار اللجنة العليا المكلفة بمتابعة التطورات الناجمة عن جائحة كرونا كوفيد ١٩، فقد منَّ الله علينا بلطفه ما هو أجمل لنسيان وتجاوز ذلك، ألا وهو رحمته الواسعة بلطفه سبحانه ليعمَّ الغيث في العديد من محافظات السلطنة في هذه الأيام المباركة لتكون بشرى خير، وأملاً بانقشاع الغمة وزوال الجائحة التي فتكت بالعديد من البشر في مختلف بلدان العالم عامة ووطننا العزيز كذلك خاصة.
إنَّ ما زاد الناس تضجراً وألماً هو القرار المتعلق بالحجر المنزلي التام وعدم السماح لهم بالخروج خلال الأربعة أيام من العيد، وهذا بلا شك ما لم يتعودوا عليه من قبل، ويشعرون بالحرمان من ممارسة الشعائر التعبدية في جماعة، كصلاة العيد وصلوات الجماعة في المساجد، وكذلك فيما يتعلق بالأضحية وبالأمور الاجتماعية من اجتماع العائلة والأقرباء وزيارة الأرحام، وفرحة الكبار والصغار بهذه المناسبة العظيمة.
كلنا يعلم أن القرار بالمنع قد صدر من لجنة مفوضة من قبل الحكومة الرشيدة بقيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله-، وأن القائمين على متابعة الأمور المتعلقة بالجائحة هم من أفراد المجتمع بعض النظر عن مكانتهم الوظيفية، ويدركون مخاطر الأمور المتوقعة، وحجم العناء الذي تعاني منه الكوادر الطبية التي تعمل ليل نهار، وتعلم يقيناً كذلك بأن الدرس الذي مضى في الأعياد السابقة لا ينبغي أن ينسى، وهم مصدر ثقة وقدر المسؤولية، فما لا نراه ونعلمه نحن هم مدركون له ولديهم المؤشرات الكافية لصنع القرار، فيجب أن يقدر ويحترم بغضِّ النظر عن وجهة نظر البعض الذي ينظرون للأمر من زاوية أخرى قد يطغى عليها الجانب العاطفي، أو نتيجة الحالة التي نعيش فيها في وضعنا الحالي منذ ظهور هذه الجائحة.
لهذا فإننا يجب أن نعي ونتعاون مع مجريات الأحداث، ونحترم قرارات الحكومة فيما يتعلق بالمصلحة العامة وسلامة المجتمع، ونعيش مع لحظات نزول الغيث والرحمة مع أسرنا في بيوتنا لننسى ونتجاوز لحظة التذمر والضجر، وندعوا الله سبحانه وتعالى عند نزول الغيث بأن يرفع عنا هذا البلاء، ويشفي كل مريض ومبتلى، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين، ويرفع هذه الجائحة عن مختلف دول العالم، ويحفظ وعمان قيادة وشعب بصحة وعافية وسلام، وأن يعم الغيث كل شبر من ربوع عُمان، ونعيش فرحة العيد بلباس العافية.