أدم / علي بن سعود البوسعيدي
تمثل الحرف التقليدية التي توارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم مصدر رزق للأسرة العمانية التي لا زالت تحافظ عليها، وفي ولاية أدم بمحافظة الداخلية توجد العديد من هذه الحرف، ولعل حرفة غزل الصوف التي تشتهر بها مناطق البادية من أهمها؛ نظراً لارتباطها بعدة الإبل وزينتها، والغزل هو عبارة عن فتل الألياف الطبيعية أو الاصطناعية مع بعضها لتشكل خيطًا، أو حبلًا.
يتم غزل الألياف باليد باستخدام أدوات بسيطة كالمغزل، وتقول صبحا بنت حمود الدرعية: مارسنا حرفة الغزل منذ عشرات السنين، تعلمناها من آبائنا وأجدادنا، وهي مصدر رزقنا ولازلنا محافظين على هذا العمل حتى وقتنا الحاضر، بالطرق التقليدية القديمة، بداية من قص صوف الحيوانات، ثم غسله وتنظيفه، ثم تجفيفه، ثم نقوم بفتله، ثم نستخدم آلة المغزل للحصول على الخيوط المطلوبة، مضيفة صبحا الدرعية قائلة؛ ثم نقوم بعمل الأدوات والأشياء من هذه الخيوط مثل عدة النوق بشكل عام، والميداليات، والخروج، والمحاقب، والعقال، ومواعين حفظ البخور، وغيرها، وحالياً نستخدم الصوف الصناعي ذات الألوان المتعددة لتوفره في الأسواق، وسهولة العمل به رغم الفارق الكبير بينه وبين الطبيعي في الجودة والمتانة، مشيرة صبحا الدرعية إلى أن حرفة السعفيات موجودة أيضاً، حيث نعمل من خوص النخيل ومن أشجار الغضف القفران بجميع أحجامها، والخصف بأنواعها، حيث يأخذ منا هذا العمل وقتاً أطول وجهداً أكبر، وقد قل الطلب عليه في وقتنا الحاضر لعزوف الناس عن شرائه لإرتفاع سعره، ومنافسة المستورد بكثرة في الأسواق، مختتمة صبحا الدرعية حديثها؛ كنا نعتمد على المشاركات في الفعاليات والمهرجات التي تقام في ولاية أدم وفي الولايات المجاورة لتسويق كافة منتوجاتنا، خاصة في سباقات الهجن، واليوم توقف كل شيء بسبب جائحة كورونا ولم نجد من يقف معنا من الأفراد أو المؤسسات، فقد فقدنا مصدر دخلنا الذي كنا نعتمد عليه، فتوقف عملنا، وتكدست منتوجاتنا في البيوت، ونوجه نداءنا للجهات المعنية بالوقوف معنا من خلال فتح منافذ دائمة لبيع كافة إنتاج الحرفيين التي تزخر بها الولاية، أو استئجار أركان في عدد من المحلات التجارية بسعر مقبول حتى لا يهجر الناس هذه الحرف التي تمثل موروثاً عمانياً على مر الزمان، وأيضاً لحماية هذه الحرف من المستورد الذي يتواجد بكثرة في الأسواق وبأسعار رخيصة.
