البراند العُماني
أحمد بن موسى البلوشي
كنّا في زيارة سياحية لإحدى محافظات السلطنة، وعُمان بلد سياحي ومن الطراز الرفيع، وشاءت الأقدار أن نقف أمام محل (متجر ) لبيع القهوة، أعجبني اسم المحل كثيراً، وكذلك شكله من الخارج والداخل، فألوان الديكور جميلة وجذّابة، والإضاءة أكاد أطلق عليها بأنّها رومانسية، فهو باختصار مكان يجذب الأشخاص إليه بكل سهولة، وبعد السؤال والاستفسار تبين أن صاحب المحل شاب عُماني، وبراند القهوة براند عُماني، وإذا قلت بأنّ طعم القهوة أكثر من لذيذ فأنا لم أعطِ القهوة وصاحبها حقهم، قهوة في طعمها تنافس البراندات العالمية، مع العلم بأنّي جربت أغلب براندات القهوة العالمية، ولهذا حكمت على طعمها بأنّه مميز ومختلف، وهذه ليست المرة الأولى التي أصادف فيها محلات للقهوة ويكون أصحابها من الشباب العمانيين واسم البراند لها كذلك عماني، فهناك الكثير منها منتشرة في ربوع عمان الحب والجمال.
وتسعى الكثير من دول العالم جاهدة إلى حثّ ودعم مثل هذا النوع من المشاريع الوطنية باعتبارها إحدى الأدوات التي تدفع عجلة التنمية في البلد، ولما لها من مردود إيجابي على المواطنين حيث توفر فرص عمل جديدة، وتثري القطاع الاقتصادي، وتنعش السياحة في البلد، حيث أصبح مرتادي هذا النوع من المحلات كثر سواء كانوا مواطنين أم سياح، لهذا يجب على جميع القطاعات الحكومية تسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بهذا النوع من المشاريع، ويجب على شركات القطاع الخاص تقديم الدعم المالي والمعنوي لمثل هذه المشاريع التي بالفعل أثبت فيها العماني نجاحه، وأصبح منافساً حقيقياً للبراندات العالمية وهذه حقيقة ومن خلال تجربة.
إنّ دعم هذه المشاريع لا يقتصر على الجهات المختصّة فقط، بل يتطلب دعماً منّا كمواطنين وذلك بتشجيع أصحابها، والترويج لها؛ لأنّ نجاحها فائدة للمواطن والوطن، وفي الوقت نفسه يتطلب من أصحاب هذه المشاريع تقديم خدمات تليق بالبراند العماني، فاستمرار نجاح مثل هذا النوع من المشاريع يتطلب جودة في الأداء، والابتكار والإبداع في طريقة التقديم، وفي التنويع في النكهات المقدمة، ومعرفة ما يعجب الناس وما يناسب ذوقهم، فالمستهلك إذا لم تعجبه القهوة المقدمة له؛ فلن يشتريها مرّة ثانية، وسيبحث عن بديل آخر يتناسب مع ذوقه، وكذلك عدم المبالغة في الأسعار؛ فبعض الزبائن يعقد مقارنات بين الأسعار، ولا يكترث إن كان المنتج عُمانياً أو غير عماني فالأهم معه السعر، وهذا حق من حقوقه أن يبحث عن منتج سعره يتناسب معه.
فنصيحة لعشاق القهوة ومتذوقيها ابحث واسال عن محلات بيع القهوة التي تحمل اسماً لبراند عماني وتذوقها واحكم بنفسك عليها، وإذا لم تعجبك القهوة قدّم النصح لهم فكلنا نشترك في نفس الهدف وهو دعم المنتج العٌماني، فتشجيع هذا النوع من البراندات يفتح المجال للشباب للتطوير والإبداع، ويخلق فرص عمل جميلة تتناسب مع ميول الكثير من الشباب، وعلى أصحاب هذه المشاريع اختيار التصاميم الجميلة للمحل التي تشجع وتجذب الناس لها، والاهتمام بالجودة، وتقديم أفضل الخدمات، وخفض الأسعار لإضفاء التنافسية في الأسواق، ونتمنى أن نرى مستقبلا البراند العماني وقد أخذ موقع الريادة والشهرة عالمياً.