ليت الأجداد لا يرحلون
عبير الحوسنية
يلعب الجد دورًا مهمًا في تربية أحفاده، حيث يساهم في تنشئة الأحفاد على القيم الصالحة والأخلاق الرفيعة، ومن الأجداد يستمد الأحفاد مصدر إلهامهم وقوتهم، فهم يستمدون الحنان والحكمة والأخلاق النبيلة، ولا عجب أن الأبحاث أشارت إلى أن الأطفال يجدون قبولاً فريدًا في علاقاتهم مع جدهم مما يفيدهم عقليًا وكذلك عاطفيًا.
في بيتٍ من طين، عندما كانت الأفراح تختبئ في زواياه، عندما كان ينسج من خيوط الحياة ألوان البساطة ليشكل قلبًا يتخلله الحنان والأمان، وعقلاً يحمل قدرًا كافياً من الحكمة لبناء جيل كامل، فما بين الحنان والحكمة هناك جدي (علي بن سيف)، هو جدٌ حنون طيب، قائدٌ قوي، لم أعرفه إلا واقفًا، ولكن رحل جدي ولم يعد.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)… ” جدكم علي توفي.. لا تبكوا عليه.. هو اللي محتاجنه الحين الدعاء..”، رحل وترك قلوبنا تعتصر من الألم لفراقه، ذهب ليخبرنا أن الطيبين لا يدومون طويلاً، نتذكره كلما اشتقنا لصوته، لابتسامته، نتذكره كلما مرَّ طيفه من جوارنا، كلما اشتقنا لتلك الروح النقية الصادقة التقية التي تصادمت معها الحياة واجتاحها المرض إلى أن أراد الرحيم أن يأخذها إليه لترتاح.
الحمد لله ثم الحمد لله أن منحنا الله حق الحياة معها لبعض من السنين، سيظل الأمان الذي رحل والضحكة التي فقدناها، فليت الأجداد كان وجودهم أبديًا، ليتهم لا يرحلون.
اغتنموا الفرص لتبادل الحكايات القديمة مع أجدادكم، أحسنوا إليهم، وقدموا لهم المعروف بأنواعه، ومن فقد أحد أجداده أو كليهما، فليسع جاهدًا بالإحسان إليه في قبره، تصدق عنه أو قم بالعمرة أو الحج له، ولا تنس الدعاء له بالرحمة والمغفرة. رحم الله موتانا وجميع موتى المسلمين.