العراق و التاريخ
شهاب أحمد عبد
إن تاريخ هذه الدولة كان منذ أقدم الحضارات البشرية، وكان يسمى في بلاد ما (بين النهرين)، هذه الحضارة التي يمتد عمرها أكثر من 7000 عام، ونشأت بين دجلة والفرات، و حكمها منذ العصور الساسانية كل من الإمبراطورية المحلية الآشورية، و الأكادية، و السومرية، و يعد العراق هو مهد الحضارات القديمة؛ حيث اكتشفت الزراعة، و كذلك يعود فضل العراقيين في اكتشاف العجلة التي تعد أحد أقدم الثورات في العالم القديم، حيث عثر على أقدم عجلة في الحفريات الأثرية في بلاد ما بين النهرين التي عمرها أكثر من 5500 ق.م، ولم تكن تستخدم في وسائل النقل على الرغم من أن هذا الاكتشاف أحدث ثورة في مجال النقل و السفر، لكنها لم تأخذ حقها في ذلك الوقت.
وبعد عدة قرون فتح المسلمون بلاد ما بين النهرين في عصر الخلفاء الراشدين في القرن السابع الميلادي، بعد أن تمكنوا من إزاحة الساسانيين، وبعد فتح العراق على يد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قام بنشأة مدينة البصرة و الكوفة، و استمر العراق يدار من قبل الولاة الذين يقوم بتعيينهم الخليفة حتى قبل مقتل الخليفة علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) في الكوفة، و منذ انضمام العراق للدولة الإسلامية كان يعين فيه واليان في البصرة و الكوفة، وكان يُسمى كل واحد منهم أمير، و عمل المسلمون على إنعاش المدن الإسلامية من خلال طرق التجارة في ما بينها.
وبعدها تحول العراق إلى حكم الدولة الأموية التي كان يعين بها والٍ من دمشق عاصمة هذا الدولة، و قد شهد العراق إبان حكم هذه الدولة العديد من الحروب بين مؤيدي الخليفة علي بن أبي طالب و بين الدولة الأموية. وبعد قيام الدولة العباسية في سنة م132/750هـ التي تحولت عاصمتها إلى بغداد التي بناها العباسيون لتصبح مركزاً مهماً في هذه الحقبة التي امتدت من المحيط الأطلسي إلى الصين و من الجنوب إلى الشمال.
أما بالنسبة لفترة الحكم العثماني في الدولة العراقية فقد استولى العثمانيون على بغداد 24 جمادى الثاني سنة 941هـ،31 ديسمبر 1534م في عهد السلطان سليمان القانوني الذي هزم الصفويين في العراق، و بعدها أصبحت من أهم الطرق التجارية العالمية في أيدي العثمانيين، التي تربط الشرق الأوسط و أوروبا، و بعد سيطرتها على العراق قامت بتقسيمها إلى أربع ولايات وهي؛ بغداد، و البصرة، و الموصل، وشهر زور، و كانت أكثر المشكلات التي واجهت العثمانيين في العراق هي ولاية البصرة و شهر زور.
وفي القرن العشرين وقع العراق تحت الانتداب البريطاني؛ و ذلك بسبب اهتمام البريطانيين في العراق بموقعة الجغرافي، الذي يُعد حلقة الوصل بين الطرق التجارية العالمية، فضلاً عن وجود النفط في هذا البلد، و بدأ النفوذ البريطاني في بادىء الأمر تجارياً و اقتصادياً منذ أواخر القرن السادس عشر الميلادي، ثم عن طريق إنشاء الشركة الهندية و البريطانية.
جمهورية العراق:
تولى الملك غازي ابن الملك فيصل الثاني وهو في سن ثلاث سنوات الحكم في العراق تحت وصاية السعيد، و هو الذي كان يدير الدولة بالوجود البريطاني، و بمساندة من قبلهم، و في نفس الوقت أعلن العراق مقاطعة ألمانيا، و بعدها قامت الثورة بقيادة رشيد علي الكيلاني سنة 1942م، و أعلن قيام حكومة جديدة بعد هروب الوصي السعيد.
وأخيراً قامت الثورة عام 1914 ويوليو 1958م بقيادة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف الذي أعلن قيام الحكم الجمهوري و إنهاء الحكم الملكي في العراق.