2024
Adsense
قصص وروايات

تحصيل السعادة

د. علي زين العابدين الحسيني

تكمن السعادة في قلب نقي، ونفس هادئة، ونفع متعد، وأثرٍ ظاهرٍ، وجو مشبع بالسرور، وأيامٍ بعيدة عن أثقال الأحزان، وأعمال مضيئة باسمة، لكنّ الكثيرين يسعون إلى النعم بالغفلة عما في أيديهم من النعم، ويترقبون السعادة المستقبلية بالتغافل عن السعادة اليومية، حالهم كحال من يجمعون المال في الليل والنهار ويحرمون أنفسهم اللذة به بالادخار، وما دمت تنتظرُ هذه السعادةَ المنشودة في أمور تفوق واقعك فلن تأتيك، وحتى لا تذهب بك الأيام فأدخل السعادة على نفسك بالقناعة والرضا بحالك.

نبهني أستاذي في “مادة النحو” على فعلين يدرسان في درس (كان وأخواتها) تحصل بهما السعادة، أحدهما: مذهب للأوجاع والأحزان، والآخر: مبشر بالأفراح والآمال، الأول: كان، فكل أحزاني وهمومي أجعلها في خبر كان ولا ألتفت إليها، والآخر: ما زال، فهو يبعث فيّ الأمل، ويجدد (معي) العزيمة، ويصحبني إلى الإنجاز، وبهما تُنتظر السعادة، وفيهما تتجدد الحياة، وعلى قدر تحصيل الفعلين في حياتنا تُرجى السعادة، وتزداد الطمأنينة، وحينها نستشعر الأمن والأمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights