المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الرابع عشر-
كان عن انتفاضة عام ١٥٢٦م العمانية.
الجزء الخامس عشر:-
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن المواجهة العثمانية البرتغالية في مسقط عام ١٥٨٠م.
– بعد فشل الثورة العمانية في عام ١٥٢٦م وما قبلها نتيجة عدة عوامل أهمها التفوق البرتغالي من الجانب العسكري، والانقسامات الداخلية فقد تطلّع العمانيون وسكان الدول الخليجية إلى مساعدة الدولة العثمانية كونها الدولة الإسلامية الكبرى في ذلك الوقت.
– عام ١٥٣٤م فتح العثمانيون العراق فأعلنت الكثير من المناطق الخليجية ولاءها للدولة العثمانية طلباً للحماية من الأطماع الاستعمارية الفارسية والأوروبية عموماً والبرتغالية خصوصاً مثل البحرين والإحساء والقطيف.
– عام ١٥٤٧م استطاع العثمانيون تخليص القطيف من البرتغاليين وسيطروا على حصنها ولكن البرتغاليين أرسلوا حملة بحرية بقيادة “دي نورونها” لاستعادة حصن القطيف واستطاع استعادته والسيطرة على القطيف مرة أخرى.
– أدرك العثمانيون أن البرتغاليون متفوقون عليهم من ناحية الأساطيل البحرية كما أن العثمانيون لم يكونوا يعيرون منطقة الخليج العربي كثير الاهتمام فقد كانت جيوشهم الجرارة موجهة باتجاه أوروبا ومشتبكة بشكل مستمر في أكثر من جبهة لذلك لجؤوا في حربهم مع البرتغاليين لأسلوب الحرب غير النظامية وكان أشهر قادتهم في هذا المجال “على بيك”، و”بيري بيك”.
– عام ١٥٥٢م استطاع “بيري بيك” أن يوقع هزيمة ساحقة بالبرتغاليين في مسقط بعد أن استسلم له القائد البرتغالي “جو لسبوا” مع خمسين جندياً، واتجه بهم إلى البصرة ولذلك أمر الحاكم البرتغالي في الهند “دا أفونسو” بتحصين مسقط بسبب الهجمات التركية.
– عام ١٥٥٤م انتصر العثمانيون على البرتغاليين بالقرب من مدينة خورفكان العمانية ولكن البرتغاليون نظموا هجوماً مضاداً واستطاعوا الانتصار على العثمانيين هذه المرة.
– قام بعض زعماء القبائل العمانية بالاتصال بالحاكم اليمني “مرآة الراهان” وأقنعوه بغزو مسقط بسبب ضعف الحامية البرتغالية هناك وأن احتمال حصوله على غنائم كثيرة قويّ، فاقتنع “مرآة الراهان” بذلك وقرر أن يغزو مسقط.
– في أغسطس عام ١٥٨٠م انطلقت الحملة من ميناء عدن بأسطول مكوّن من أربع سفن بقيادة التركي “مير علي بك” وفي ٢٢ سبتمبر وصلت الحملة إلى مسقط ورست بالقرب من خليج سداب.
– نزل القائد “مير علي بك” ومائة وخمسون رجلاً من أتباعه وأرسل السفن إلى مسقط وأمر أصحابها ألا يظهروا إلا الفجر والقيام بعمليات القصف المدفعي فوراً وانطلق المتسللون تحت جنح الظلام بمساعدة العمانيين الذين سبق أن طلبوا هذه القوات للهجوم على ثكنات البرتغاليين في مسقط.
– عندما وصل القائد “ميرعلي بك” إلى مسقط قسم قواته إلى ثلاثة مجموعات حيث كمنت كل مجموعة عند مدخل من مداخل مسقط واستطاع المهاجمون محاصرة المدينة بمساعدة العرب العمانيين فتمّ إنزال هزيمة ساحقة بالحامية البرتغالية المكونة من ٥٠٠ فرد ولكن القادرون على حمل السلاح سبعون رجلاً فقط ناهيك عن أنهم أُخِذوا على حين غرّة.
– لم يكن لدى العثمانيين أي نية لتحرير مسقط والسيطرة عليها وإنما كان هدفهم جمع الغنائم والمغادرة وبالتالي لم يستفد العمانيون من هذه المعركة ولا أعلم السبب الذي جعل العمانيون لا يسيطرون على مسقط ويحافظون عليها ولو لبعض الوقت والغريب أن البرتغاليون هم المستفيدون من هذا الهجوم رغم هزيمتهم في هذه المعركه فقد تنبهوا إلى هشاشة تحصيناتهم وضعفها أمام أي هجوم.
– تم إصدار التعليمات من الحكومة الإسبانية المشرفة على المستعمرات البرتغالية بضرورة زيادة التحصينات العسكرية في مسقط وبناء قلعتين كبيرتين مع اعتبار هزيمتهم أمام العثمانيين عار كبير لحق بقواتهم البحرية.
– عام ١٥٨٦م عهد أمر إنشاء أول قلعة في مسقط إلى “ملشيور كلاكا” وهو قبطان لإحدى السفن البرتغالية وتتكون هذه القلعة من برجين وأقيمت على أحد المرتفعات، وقد انتهى العمل منها عام ١٥٨٧م أي بعد سنة واحدة من بدء عمليات الإنشاء وسُميت باسم سانت جوا وتسمى الآن بقلعة الجلالي.
– القلعة الأخرى تم الانتهاء من بنائها عام ١٥٨٨م أي بعد ثلاث سنوات من بداية عمليات الإنشاء وكانت تحت إشراف القائد البرتغالي “دوم مارتن أفونسو دس ميلو بومبيورد” وسميت القلعة بقلعة القبطان وحالياً تسمى بقلعة الميراني ويبدو أن القلعتين تم تسميتهما باسم الجلالي والميراني أثناء الاحتلال الفارسي لمسقط بين عامي ١٧٣٨م و ١٧٤١م.
– وبهذا سيطر البرتغاليون على مسقط بيد من حديد فقد كانت الاستحكامات العسكرية الجديدة ذات تحصين قوي خاصة القلعتين الجديدتين وأصبح من الصعب نجاح أي هجوم ضد الحامية البرتغالية في مسقط.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن قيام دولة اليعاربة والمقاومة العمانية ضد البرتغاليين.
المصادر:-
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف:-
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف:-
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف:-
د. عائشة السيار