كورونا يقف حائلًا لأفراح الزواج
سها بنت سيف الشكيلية
تغيرت المجريات في زمن كورونا، فالحياة الاجتماعية أصبحت شبه مشلولة، لا تجمعات إلا من قلة، وهو الأمر الذي تعتمد عليه الدول في محاولات الحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد تسعة عشر، حيث أن التباعد كان له التأثير الإيجابي في التقليل من حدته كما يؤكد ذلك المختصون من الأطباء وعلماء الأوبئة.
وعند الحديث عن شق الحياة الاجتماعية كالزواج في زمن كورونا، فإن الأرقام تظهر أن هناك ارتفاعاً في حالات الزواج بشكل ملحوظ، حيث عمدت معظم الزيجات إلى عدم وجود حضور كبير، واقتصر الأمر على ذوي المقبل على الزواج وحسب، وفي الحقيقة أن هذا التوجه لقى قبولاً مجتمعياً كبيرا، وعلى وجه التحديد لأولئك الذين لا يمتلكون أموالاً ودخلاً مرتفعا. حيث كشفت وزارة العدل والشؤون القانونية لــ”عمان” عن إحصائية الزواج والطلاق خلال الربع الأول من عام 2020م ، حيث وصل عدد إجمالي وثائق الزواج 588 وثيقة، وسجلت محافظة الداخلية أعلى عدد في وثائق الزواج بلغت 157 وثيقة، تليها محافظة مسقط بتسجيل 147 وثيقة زواج، وسجلت محافظة شمال الباطنة 135 وثيقة، بينما بلغت عدد وثائق الزواج في محافظة شمال الشرقية 45 وثيقة، و38 وثيقة زواج في محافظة جنوب الشرقية، وتسجيل 33 وثيقة زواج في محافظة جنوب الباطنة، وسجلت محافظة الظاهرة 15 وثيقة زواج، و9 وثائق في محافظة ظفار، وفي محافظة مسندم تم تسجيل 7 وثائق زواج، وتسجيل وثيقة واحدة في محافظة الوسطى، وواحدة في محافظة البريمي.
الكثير من الشباب استغل الفرصة للزواج في فترة الجائحة، وذلك من حيث استثمارِ الوقت الراهن الذي لا يشكل عبئاً ماليا، حيث إن المجتمع في منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي اعتاد على كثرة المصاريف المالية التي يتكبدها المقبل على الزواج، حيث يشكل الحضور من المعازيم أمراً أساسياً في الأعراس، فتقديم المأكولات بمبالغ باهضة لهو قصم لظهر المقبل على الزواج من الشباب، في ظل الوضع الراهن من ظروف اقتصادية تؤثر على الحياة برفاهية، فاستنزاف الأموال في الزواج يجعل مر العيش وصعوبته يزداد.
من جهة أخرى، لوحظ أن المجتمع تقبل الأمر ودفع هذا التوجه إلى أهمية الاستمرار فيه ما بعد الجائحة، نظير ما استفاد منه الشاب من عدم المخاطرة ماليا، وهو الأمر الذي يندرج أيضاً على الجنس الناعم التي اعتادت على البضخ مالياً في مسألة الزواج، من حيث الحجوزات في أضخم الفنادق لليالي الملاح، وقاعات فارهة، وملابس بأغلى الماركات، وهو الأمر الذي يقع على كاهل أولئك من ذوي الدخل المحدود.
على أية حال، فإن قرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد تسعة عشر كان واضحاً من حيث مسألة التجمعات، وفي حالة عدم اتخاذ هكذا إجراءات لرأينا زيادة في حالات الإصابة بكورونا، والتجمعات في الأعراس أمكنة خصبة للانتشار، وحتى يرفع الله البلاء استوجب الحذر.