الذكاء الاصطناعي ملمح من ملامح الثورة الصناعية الرابعة
أسعد الشيدي
عملت الثورات الصناعية التي شهدها العالم على تسهيل العديد من مظاهر الحياة البشرية، إذ أنه لا يكاد أنْ يخلو مجال من مجالات الحياة من آثار الثورات الصناعية.
لكل ثورة صناعية ملامحها الخاصة، ومن ملامح الثورة الصناعية الرابعة حسبما أشارت إليه الدراسات ما يلي: تكنولوجيا قابلة للزراعة في الجسم، العملة الرقمية، الطابعات ثلاثية الأبعاد، المدن الذكية، والذكاء الاصطناعي وغيرها العديد من الملامح.
وبالتطرق للذكاء الاصطناعي، فاستخدامه في الحياة اليومية أصبح أبرز من باقي الملامح، فهو متعدد الاستخدامات كالمجال الطبي، والتعليم والتعلم، ومجال الخدمات، ومجال التصنيع وغيرها من المجالات.
كما أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تسهيل العديد من مظاهر الحياة اليومية، إلا أنه قد تسبب في أضرار معنوية ومادية، وإن كانت أقل من الإيجابيات التي أحدثها، ولكن لا يمكن تجاهلها والاكتفاء بالجوانب الحسنة وإغفال الجوانب السيئة.
فالذكاء الاصطناعي ساهم في تحسين عمليات التصنيع، وخفض تكلفة الإنتاج، والتقليل من الموارد المستخدمة في عمليات التصنيع، والاستغناء عن الأيدي العاملة. ولكن في المقابل؛ تسبب الذكاء الاصطناعي عند إحلاله في عمليات التصنيع في تسريح العمّال، وإلحاق الاضرار المادية بالمسرحين، والتقليل من مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال تسريحهم وتعريضهم للمطالبات القانونية من قبل البنوك والمدينين لهم بالأموال بسبب فقدانهم لمصادر دخلهم.
وختاماً، لا يمكن نكران عوائد الذكاء الاصطناعي من مختلف المجالات، ولكن لا يجب تسريح العمّال بحجّة افتقارهم للمهارات التقنية الحديثة التي تخوّلهم العمل في وقتنا الحالي. فالذكاء الاصطناعي حديث النشأة بالنسبة للمهارات العلمية والعملية لدى العمال، وبذلك لا يمكن التحجج بعدم مجاراتهم للذكاء الاصطناعي، وإنما يجب تطوير مهارات العمّال بما يخدم تطلّعات المؤسسات والشركات التي يعملون بها، وذلك لحفاظ حق العمّال في العمل بجانب حقهم في مستويات الحياة الكريمة.