توظيف التعلم الالكتروني في مادة المهارات الموسيقية
إعداد: أ. صفاء عبيد الزعابي
مشرفة مهارات موسيقية – شمال الباطنة
التعلم الالكتروني أحدث التقنيات المستخدمة في التدريس، حيث إنه يعد وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، ويجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم، حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها. كما يعتمد التعليم الإلكتروني أساساً على الحاسوب والشبكات في نقل المعارف والمهارات، وتضم تطبيقاته التعلم عبر الويب والتعلم بالحاسوب وغرف التدريس الافتراضية والتعاون الرقمي.
ويتم تقديم محتوى الدروس عبر الإنترنت والأشرطة السمعية والفيديو والأقراص المدمجة، وكذلك يتم الرد على جميع الأسئلة وإرسال الاختبارات النهائية والنصف نهائية، وكذلك الأبحاث من خلال برامج أو الإيميل.
يقتضي توظيف التعلم الالكتروني تحديد الجهة المستهدفة؛ وهي فئة المستفيدين المباشرين من الدروس المقدمة في مادة التربية الموسيقية، وتعتمد بالتالي على محورين، محور معرفي نظري ومحور تكويني، فالمحور المعرفي: يتوجه إلى فئة واسعة من الطلاب، وتهدف مختلف عناصره ومواده تنمية المعرفة بمختلف المجالات المحيطة بها، وتتضمن دروساً في نظريات الموسيقى وتاريخها، وأبرز أعلامها الموسيقيين تأليفاً وغناء وعزفاً، وأبرز قوالبها الغنائية والآلية وأنماطها الشعبية والتقليدية والمعاصرة وأبرز آلآتها الموسيقية .أما المحور التكويني التطبيقي: يتوجه إلى الرغبة في تنمية مهارات التنفيذ، ويقدم عروضه التكوينية في تقنيات الأداء، من عزف وغناء وارتجال مقامي، وقراءة مقامية وايقاعية، والتحليل والتآليف والتوزيع الأوركسترالي، كما يمكن الاستفادة من بقية التجارب العالمية لصياغة موارد خاصة بالبرمجيات الحديثة وفق ما تقتضيه خصوصيات الموسيقى العربية اللحنية والايقاعية.
تـبرز أهمية التعلم الإلكتروني في القيم النبيلة التي يطرحها للبشرية حول نشر المعرفة وتقاسمها وتبادلها، وتعزيز روح التشارك المعرفي وتقاسم الخبرات، وتبرز مزايا التعلم الإلكتروني في قدرته على توفير الكم الهائل من المعرفة على وسائط متعددة، وتحقيق البيئة التفاعلية المناسبة بين أقطاب العملية التعليمية (المتعلم والمرشد والمعرفة).
من خلال نتائج الدراسات السابقة حول مميزات التعلم الالكتروني في التدريس، وبالتركيز على مادة المهارات الموسيقية، حيث تكمن تلك المميزات على مرونة في الزمان والمكان. كذلك تعدد الوسائط المستخدمة في التدريس وربطها في دروس مادة المهارات الموسيقية، وبالتالي تعدد الأنشطة في توصيل المعلومة الدراسية بكل يسر، والاستجابة السريعة للمتعلم وفي أي وقت، وتقديم المادة العلمية بأكثر من طريقة. وتعدد البرامج التطبيقية العملية لمختلف الآلات والصوتيات والاشكال الموسيقية، والمشاركة المتساوية في برامج التعلم ومراعاة الفروق الفردية، كذلك سهولة البحث والتعلم الذاتي في التقنيات والمحركات الحديثة.
وفي جوانب التعليم المختلفة قد نواجه عدة عوائق أو تحديات فالتعليم الالكتروني في مادة المهارات الموسيقية قد نواجه عدم الاتصال المباشر للتدريب المهاري بين المعلم والطالب. كذلك قد يكون اقتصار دور المعلم على الجانب التعليمي النظري في أغلب الأحيان، واختصار دوره القيمي التربوي في التطبيق العملي، مما قد يؤدي لعدم اكتشاف مواهب الطالب بشكل أسرع بما يترتب عليه من خجل المتعلم وعدم المشاركة في الوسائط المتعددة، وضجر الطالب من الشاشة؛ وبالتالي تقل الدافعية نحو التعلم، وصعوبة التقييم وتطوير معاييره مما يعمل على مستوى إنخفاض الإبداع والابتكار.
فالتعلم عن بعد كل ما تحتاجه لتكمل مسيرتك التعليمية مباشرة من المنزل، إلا أننا نتحدى الصعاب نحو جيل مطور للعملية التعليمية والعملية.