نورالهدى الكيومية
وسائل الاعلام الحديثة ظهرت مؤخراً وأخذت حيزًا كبيرًا من المساحة الإعلامية، انجذب نحوها الشباب مبتعدين عن وسائل الاعلام التقليدية نوعًا ما.
وظهرت بظهور الهاتف، ثم تطورت لاحقًا، وزاد تطورها وازدهارها بظهور الهاتف الذكي، وأصبح الشباب اليوم يقضي معظم أوقاته في هذه المواقع للترفيه والاستفادة والتواصل مع الآخرين من مختلف البلدان والجنسيات والأعمار.
تغير شكل الحياة والواقع الاجتماعي بسبب الانتشار الواسع لهذه الوسائل، ومن أشهر الوسائل المستخدمة اليوم هي: تويتر، انستغرام، فيسبوك، سناب شات، وغيرها من الوسائل الأقل انتشارًا.
من بدايات وسائل التواصل الاجتماعي قامت مجموعة (فون فريك) باختراق خطوط الهاتف لإنشاء مجموعات إفتراضية نظراً لارتفاع تكلفة إجراء المكالمات، وظهر بعد ذلك شكل آخر للتواصل الاجتماعي أطلق علية “نظام لوحة الإعلانات” وكان ذلك في السبعينات، وهي عبارة عن خوادم صغيرة تعمل عندما يكون الحاسب الآلي متصل بمودم الهاتف، وهي تمكن مستخدميها من المشاركة في الألعاب والمناقشات عبر الانترنت، ويمكنهم أيضاً تحميل وتنزيل الملفات.
وفي السبعينات بدأت برامج الدردشة والبريد الالكتروني، كما استخدمت الجامعات نظام تواصل فيما بينهما، و استمرت التطويرات في الثمانينات إلى أن وصلت التسعينات، وزاد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي حيث ظهرت شبكة الويب العالمية، ثم ظهرت مواقع أخرى ولكنها كانت مكلفة نوعاً ما وبطيئة، وعندما تحسن وضع شبكات الانترنت حول العالم تحسن التواصل الاجتماعي، وظهرت أنظمة أخرى كثيرة وزاد ظهورها باستمرار، وفي عام 1995 تم تأسيس أول الشبكات الاجتماعية التي تعتمد على الويب، وفي موقع (كلاسميت)، وموقع (سيكس ديجرير)، وعملت الشركة على جذب المستخدمين نحوها، ثم بعد عام 2000 أنهارت هذه المواقع بسبب ضعف الإقبال عليها وارتفاع التكلفة.( المعرفة، 2018م ).
وبعد ذلك تدرج ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى؛ والتي تهدف للتواصل والدردشة ونشر الأخبار بسرعة فائقة، وسائل جعلت العالم فعلاً قرية صغيرة، فظهر الواتساب في عام 2009م، وهو اليوم يكاد يكون الأكثر استخداماً خصوصاً في الوطن العربي، وظهر الإنستغرام في 2010، بينما ظهر تويتر في عام 2012م، وظهرت غيرها الكثير التي تؤدي نفس الغرض تقريبا. كما ظهر موقع مفيد لأصحاب الأعمال والباحثين عن عمل وهو برنامج “لينكد إن”، ويعود لعام 2003م تقريبا.
ويرى الخبراء أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لها دور كبير في التأثير الثقافي والاجتماعي والاقتصادي على المجتمع، وأن المجتمعات تتغير وتتطور حسب استخدامها الفعال لهذه المواقع. فمن خلال هذه الوسائل يستطيع الفرد المشاركة في إبداء رأيه في القضايا الوطنية والتنموية. كما أن المؤسسات التنموية والتجارية أصبحت تهتم بأن يكون لها حساب في هذه المواقع لتستطيع الوصول على جمهورها إعطاؤهم الفرصة في التفاعل معها، وأصبحت هذه الوسائل اليوم مصدر لنشر الثقافة والمعرفة والأخبار الجديدة، وأرى أن وسائل التواصل الحديثة تنافس وسائل الاعلام التقليدي في اكتساب الجمهور، فقد تفوقت على الاعلام التقليدي في جذب الجمهور، حيث تحول الأغلبية من متابعة الاعلام التقليدي إلى الوسائل الحديثة نظراً لما تتمتع به من مميزات وتسهيلات في الاستخدام، كما أن هذه الوسائل الحديثة ما هي إلا إحدى مراحل تطور الاعلام الذي ظهر منذ خمسينات القرن الماضي، وأنها قابلة للتطور والتقدم بشكل أكبر مما هي عليه الآن