2024
Adsense
مقالات صحفية

التحولات في سوق العملات الرقمية بعد كوفيد-19

              صالح بن محمد خير الكعود
باحث وطالب دكتوراه في ىتنمية الموارد البشرية
      الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا

 

حققت العملات الرقمية مكاسب قياسية منذ بداية أزمة كوفيد19 مع نهاية عام 2019م، ومطلع عام 2020م، مستفيدة من حالة عدم اليقين في الإقتصاد العالمي، حيث انصرف معظم المستثمرون من أسواق الأسهم والأصوال الخطرة إلى الأسواق الآمنة والنامية في ظل الأزمة العالمية الحالية، فقد ارتفعت القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة من 403.7 إلى 498.2 مليار دولار، محققة أرباح تقدر بنحو 94.5 مليادر دولار خلال الفترة.
وأما العملات الرقمية الأكثر تداولاً، فقد أحُصيت 5 عملات رقمية كأكبر عملات رقمية بقيادة بتكوين محققة مكاسب مايقارب 88.8 مليار دولار بنسبة 94% من جملة مكاسب العملات الرقمية المتداولة حالياً. ومن المتوقع أن تستمر مكاسب العملات الرقمية في ظل حالة الضبابية في سوق الأسهم، والإستثمارات المالية.
عملة “بتكوين” Bitcoin: تتصدر الآن مشهد السوق العملات الرقمية بقيمة 59544 ألف دولار للوحدة الواحدة في سوق التداولات اليوم: م03/04/2021، وهي قيمة غير مسبوقة وتعكس النمو السريع لسوق العملات المشفرة، وهذه النسبة تشير إلى نسبة استحواذ لعلمة البتكوين تزيد عن: 66% من سوق العملات الرقمية، بينما تحتل عملة “ايثريوم” Ethereum المرتبة الثانية بقيمة سوقية: 2106 دولار للوحدة الواحدة، بينما احتلت “بينانس كوين” Binance Coin المرتبة الثالثة بقيمة: 341.77 دولار للوحدة الواحدة، تأتي بعدها عملة Polkadot بقيمة: 45.5 دولار للوحدة الواحدة ثم عملة: ” تيرز” Tether بالمركز الخامس بقيمة تقارب الواحد دولار للوحدة الواحدة.
شجعت الكثير من الدول شعوبها على استخدام المدفوعات الإلكترونية، والتسوية الرقمية بدلاً من العملات الورقية خصوصاً بعد تصريح الناطق الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية الذي تطرق به إلى مسألة نقل العدوى بكورونا عبر النقود بالقول: “عليكم غسل أيديكم بعد لمس النقود”. هذه المخاوف تسببت في انخفاض التعامل بالنقود الورقية والإتجاه إلى بدائل منها: المدفوعات الإلكترونية، والعملات الرقمية.
تعد الصين نموذجاً رائداً في استخدام المدفوعات الإلكترونية والتسويات المالية، حيث يستخدم: 86% من إجمالي السكان في الصين الهواتف الذكية؛ للقيام بالمدفوعات المالية.
وتشير الإحصاءات أيضاً إلى أن هناك اقتصاديات ناشئة أصبح تداول العملات الرقمية فيها رائجة، ففي تقرير لشركة “ستاتيسا” Statista الالمانية في 74 دولة كشفت أن الشعب في نيجيريا هم الأكثر استخداماً للعملات المشفرة بنسبة: 32%، تليها فيتنام بنسبة: 21%، والفلبين بنسبة: 20% تركيا، والبيرو: 16 % لكل منهما، وسويسرا: 11%، ودولا أخرى بنسب أقل.
ومن المتوقع أن يزيد الأقبال أكثر على العملات الرقمية في ظل انتشار الموجة الثالثة من كوفيد 19، والإغلاق الجزئي والتام في بعض الدول، وضرورات التباعد الاجتماعي، وتجنب الأسطح الملموسة والمشتركة، والتي تعد النقود الورقية من بينها، كما أن اهتمام كبار المستثمرين والمسؤولين في مجال التمويل ساهم في تعزيز الثقة في هذه الفئة من الأصول، أبرز هؤلاء: “ايليون ماسك” صاحب شركة تسلا الشهيرة الذي كشف عن توجهه للإستثمار في بتكوين بقيمة شرائية تزيد عن: 1.5 مليار دولار كنوع من تنويع وتعظيم العوائد للشركة.
كما كشف أن الشركة ستبدأ في تلقي المدفوعات باستخدام الأصل الرقمي في المستقبل القريب. وقد أدت هذه الإجراءات إلى صعود عملة البتكوين إلى مستويات غير مسبوقة.
في حوارات القمة العالمية للحكومات حول مستقبل العملات الرقمية، أكد المشاركون على أهمية تبني الحكومات والمصارف المركزية والمؤسسات المالية أحدث حلول وابتكارات للعملات الرقمية، مشيرين إلى أن العام الحاسم في تحديد مستقبل العملات الرقمية المشفرة هو عام 2021م.
لا شك أن تنظيم التشريعات الحكومية للتعاملات الرقمية وتبني البنوك المركزية للعملات الرقمية إلى جانب الأصول الأخرى، وانتشار اللقاحات كورونا في العام الحالي سوف يساهم بشكل كبير إلى تخفيض التذبذب الكبير الحاصل في سوق العملات الرقمية، وتخفيف حالة عدم الشك وعدم اليقين الذي ساهم بشكل مباشر بعدم استقرار الأسواق المالية، ولا شك أن جميع الحكومات الآن مطالبة أكثر من أي وقت مضى بمواكبة التغيرات السريعة في سوق الأموال الرقمية، وأصدار التشريعات الناظمة لتداولها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights