2024
Adsense
مقالات صحفية

عدم الاستجابة والتحبيط… هل هو تَضْليل أم تجميد للفكر؟!

خلفان الرواحي
خلفان الرواحي

خلفان بن ناصر الرواحي

قد ينتاب كلاً منا في كثيرٍ من المواقف نوعاً من الشعور بالإحباط نتيجة عوامل تمر بنا في لحظات مختلفة، إما بأسباب خاصة تكمن في ذواتنا أو نتيجة الصدمة من طرف خارجي في سلوك معين، أو نتيجة ردة فعل لعدم الاستجابة لطلب معين، أو نتيجة انتقاد لاذع في موضوع معين، أو لعدم المبالاة من صاحب الشأن المعني بالأمر. نعم قد تتفاوت ردود الأفعال من شخص وآخر في التحمل والصبر وتجاوز ذلك الموقف، ولكن ربما يترك أثراً أسوأ عند تكرار الموقف تلو الموقف في التجاهل والنقد من أجل النقد، أو التوبيخ المفرط الذي يتجاوز الحدود حتى الأخلاقية في بعض الأحيان، أو لعدم الاستجابة والتجاهل.

عند التمعن في الأمر من حيث التأثير النفسي والعلاقات الأخوية والمعرفية وترابط الكيان المجتمعي، فنرى من وجهة نظرنا القاصرة ومن خلال التجربة الحياتية- ربما لا تتفق مع الآخرين- فإن ذلك هو إما أن يكون تَضْليلا أو أنه نتيجة تجميد الفكر عند المتلقي، فالتَضْليل ناتج عن عوامل محيطة بالواقع الذي يعيشه المتلقي للفكرة أو الموضوع، ومحاولة الصرف عن عدم الاستمرار في طرح الفكرة أو المطالبة حتى وإن كانت تصب في تغليب المصلحة العامة من صاحبها، وهكذا هو الحال إن كان بسبب جمود فكر المتلقي وعدم رغبته في التغيير وقبول النقد أو الفكرة، حيث يشعر في قرارة نفسه أنه هو المعني بعينه نتيجة سلوكه وتعامله مع الفكرة أو الموضوع المطروح للنقاش، ويشعر بصراع ومقاومة داخلية في ذاته بأنه هو المعني بالأمر، ويرى أن ذلك انتقاصاً من قيمته وشخصيته، بالرغم أنه لم يتجرأ يوماً لطرح فكرة أو كتابة مطلب معين بإبداء الرأي في قضية معينة، ولا يحب أن يوجع رأسه -على مقولته- في أمور هو في غنى عنها وتجلب له المتاعب من وجهة نظره، فإذا حصل التجاهل والتَضْليل وتجميد الفكر فإن الفكرة أو الموضوع لا يجد من يستمع إليها أو يتقبلها لاتخاذ اللازم بشأنها للاستجابة الفورية، أو التأكد منها ودراستها وتحليلها بما يتناسب مع الواقع والفكرة المطروحة.

خلاصة الأمر وحتى لا نتوّه القارىء فإن الفكرة من هذا الموضوع؛ هو ما نراه من واقع وممارسات ملموسة تغلب على الوضع العام للمناشدات المختلفة التي نراها بين الحين والآخر من أصحاب القلم الحر والمتزن في الطرح، سواءً في وسائل الإعلام المقروءة كالصحف الإلكترونية والورقية وما نراه ونسمعه في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم مناشدة الجهات المعنية بالأمر بصوت العقل والمنطق والدلائل، ويحاول صاحب الفكرة أن يسخر قلمه ووقته وعصارة فكرة لإيصال هاجس المواطن الذي يعيش على هذه الأرض الطيبة بلادنا الحبيبة سلطنة عمان، محاولاً تلمس الواقع بعدسة بصيرته وبصره وواقعه المعايش ليكتب ويلفت انتباه أصحاب الشأن المعنيين بالأمر لموضوع معين؛ لكي يتم تدارك مساوئه أو تبعاته السلبية القائمة والمتوقعة، وربما يهدف لإصلاح وترميم ما يمكن إصلاحه إن كان أمراً يمكن إدراكه قبل فوات الأوان، إلا أن الغالب من تلك الخطابات لم يجد من يستجيب لها ويضعها بعين الاعتبار إلا من قلة، وبهذا يغلب عليها طابع التَضْليل والتجاهل.

لهذا على جميع الجهات ذات العلاقة بالأمر الرسمية أو الخاصة أو المجمتع، عليهم أن يصحوا من سبات التجاهل والتَضْليل وجمود الفكر، ويدركوا دور الصحافة والإعلام الحر وما يكتب فيه من هواجس المعايشة التي ينقلها الكتاب وأصحاب الغيرة والخبرة والرأي السديد، حتى وإن كانت الفكرة غير مستساغة أو لا تعتمد على دليل مقنع من وجهة نظر صاحب الشأن المعني بالأمر، وكذلك عليهم أن يتداركوا خطورة ما تم أو قد يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للتعبير عن الرأي في القضايا العامة التي تعم الجميع، وذلك من أجل تدارك المخاطر والسلبيات المتوقعة قبل فوات الأوان، فلا شك إن الأقلام لها قيمتها وأصحاب الرأي لهم قيمتهم، وأن ما يطرح من أفكار وقضايا وحلول ليست عبثاً أو بحثاً عن الشهرة، ولكنها الغيرة والولاء للوطن والسلطان، وبلا شك هم جزء لا يتجزأ من هذا الكيان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights