2024
Adsense
مقالات صحفية

رَســائـِـل فُـــؤَاد_ ج٣_النّجاح والفشل

فؤاد آلبوسعيدي

siaq2007@gmail.com

قد نصف أحياناً علاقاتنا مع الآخرين بأنها أشبه بالحرب الباردة بين معسكرين أحدهما في الشّرق والآخر في الغرب وكلّ معسكر له أجنداته وأهدافه التي لا يودّ أبداً أن يخسرها أو أن يتنازل عنها حتى وإن كانت ستزيد من الأزمات والشّروخ في العلاقات بين الجانبين طرفا أو ربما أطراف التخاصم، تحسين النوايا الظاهرة تجاه الآخرين أو حتى التفكير بإيجابية كبيرة حول ما يجول في أفكارهم وخواطرهم وربّما حتى تقديم التّنازلات المختلفة إليهم قد لا يكفي لإنهاء الخلافات التي قد لا تكون عميقة كما يحمله الوصف من معنى وكذلك قد لا يكون هو الدواء الكافي لإنهاء أيّة قطيعة حدثت.

لتعلم بأنّك في كلّ الحالات والأحوال شخصاً ناجحاً حتى وإن لم تنجح في تحقيق أهدافك التي عملت بجدّ من أجل تنفيذها وإنجازها حسب ما رسمته، يجب أن نتذكّر دوماً بأنّ عملية البناء والمبادرات السّلمية قد نقوم نحن بها من أجل إنجاح أمراً نريده أو يريده الجميع، كذلك يجب أن تفهم بأنّه قد يقوم غيرك بهدمها وتوسيع دائرة الشكوك والاختلافات حول ما تفعله، قد يقوم شخصاً آخراً ربما بدون قصد منه وربما لأنّه لا يودّ لك النّجاح والاستمرار بهدم الأساس الذي قمت ببنائه، فقد تجد بأنّ العيب ربّما لا يكمن فيك وأنت تحاول النّجاح في أمورك أو ربما أثناء قيامك بأخذ زمام المبادرات لإصلاح ما قد أفسدته بعض الظّروف التي أضرّت العلاقات وربّما نقول عنه أو نصفه تغييراً ما عبثت فيه الأقدار -حسب وصف بعضهم-، ولكن لتعلم بأنّ العيب والسّوء ربّما يكمن في النّزوات العنادية والنفسية المتأصّلة عند ذاك الذي تمدّ إليه التّحية وتبادره بالسّلام وهو يرفضها ولا يردّ عليك.

قد يحدث أن تقوم بكلّ ما يمكن من أجل رفع الأغطية عن ما يحيط عالمك من خلافات مُتعمّقة قد تودّ بكلّ ما تستطيع أن تقوم بحلّها قبل أن تتفاقم وتكبر أكثر وأكثر، قد تحاول أحياناً أن تقوم بتجفيف المياه الرّاكدة التي قد تقف حائلاً بينك وبين بعض الأمور؛ ولكن للأسف أحياناً قد يحدث أن لا تجد من يمدّ يديه إليك ليساعدك على العبور إلى الضّفة المقابلة إليك وربما إلى ذلك الرّكن الهادئ الذي تحاول الوصول إليه حيث السّلام والوفاق.

النجاح في الكثير من الأمور التي نريدها يحتاج إلى وجود الحافز من عدة جهات وأركان لها علاقة وروابط بالأهداف المنشودة، قد يكون الحافز المطلوب ليس سوى ذلك الإيمان بقدرات الشخص الذي نطلب منه أمراً ما.. وربما بمعنى أكثر دقة هو وجود شحنة من (الثقة)، نعم امنح الثقة الكاملة لمن تطلب منه أمراً من الأمور، لا تتركه يصارع وحيداً إلى سبيل ما تطلبه وتشير إليه بيدك اليمنى وقد غلبته الظّروف وكذلك أزمة الثّقة التي قمت ببنائها بل وربما تقوم أنت بهدمها بمعولك القاسي في يدك اليسرى والذي به تقوم بكسر كلّ الحماسة والتفاؤل الذي يملكه غيرك.

ما الذي نحن بحاجة إليه لكي نصحّح الأوضاع حتى نصل إلى النجاح المراد منّا أو من غيرنا تحقيقه؟، هو ذات السؤال الذي قد يملكه الجميع في بداية رسم ووضع الأهداف، لنقف قليلاً بعيداً عن عبارات نعرفها ونسمعها مثل.. “رسم الخطط ووضع مسارات مناسبة هي الطريق الذي تحتاج إليه لتصل إلى أهدافك”، انتبه فهناك أموراً أكثر قيمة وأهمية عن ما ترسمه وتكتبه في مخططاتك ودفاترك وأهم من نظرياتك التي تعلمتها في الصفوف الدراسية والتي تملأ رأسك عن آخره فيما يخص دروس وفصول وأبواب تحقيق النّجاح، لتعلم جيداً بأنه من الجميل أن تؤمن بأنّ علاقتك المعنوية مع غيرك قد تكون سبباً كبيراً من أسباب تحقيق النجاح لأيّ هدف وضعته سواءً أكان هدفاً فردياً أم كانت الغاية هي تحقيق أهداف جماعية، تأكّد بأنّ علاقاتك الإيجابية مع أحدهم هي أكبر محفّز لقدرات شخص ما من أجل نيل المطالب وحصد ثمرات النجاح التي تريدها ويريدها غيرك، نعم عليك أن تقوم بدايةً بترتيب المفردات التي وضعتها من أجل إنجاح أمراً أو مشروعاً ما يشاركك الإنجاز فيه غيرك، عليك أن تجعل من علاقتك المعنوية الإيجابية مع غيرك فرداً أو فريقاً في المرتبة الأولى قبل الأخذ بأيّة نظريات وأدوات أخرى تعلّمتها تخصّ تمكين النّجاح، وتيقّن في بدايات كلّ أمر تريد من الآخرين إنجازه بأنّ سبيل النّجاح يحتاج لحافز ودفعة معنوية إيجابية تقدمها لغيرك، فكن أنت ذلك الحافز المعنوي الذي يحتاجه ويتوق إليه غيرك لتحقيق المقاصد والأهداف التي تريدونها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights