2024
Adsense
مقالات صحفية

ومضات من الإسراء والمعراج

د. سعيد الراشدي

الدكتور: سعيد بن راشد بن سعيد الراشدي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وبعد فإن العالم الإسلامي يعيش في هذه الأيام المباركة – شهر رجب – ذكرى عطرة وعزيزة على قلب كل مسلم ومسلمة، ألا وهي ذكرى حادثة الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}-الآية (1) من سورة الإسراء. ومن خلال هذه الآية الكريمة سوف نتطرق في مقالنا هذا بإذن من الله وتوفيقه إلى هذه الحادثة العظيمة – حادثة الإسراء والمعراج- والتي تُعتبر من الأحداثِ العظيمةِ في تاريخ دعوتنا الإسلامية، حيث جاءت هذه الحادثة العظيمة في منتصف الدعوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

هذه الحادثة العظيمة جاءت بعد أن مرَّ بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من المواقفِ والظروفِ التي أثرت عليه، وتمثلت في تكذيبه -صلى الله عليه وسلم- من قبل المشركين في مكة، وكذلك موت أولى زوجاته خديجة بنت خويلد وعمه أبا طالب في نفس العام، وانقطع عنه عليه الصلاة والسلام ذلك الدعم الكبير الذي كان يلقاه من عمُه أبا طالب وزوجه خديجة بنت خويلد؛ فحزنَ -صلى الله عليه وسلم- حُزناً شديداً حيث سُمي ذلك العام بعام الحزن.

ورغم تلك الظروف الصعبة، وذلك الحُزن الذي عاشهما الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك العام، إلا إنه عليه الصلاة والسلام وفي سبيل نشر دعوته المتمثلة في تلك الرسالة الربانية العظيمة، توجه عليه الصلاة والسلام إلى القرى والمدن؛ لنشر دعوته المباركة لعلَّ وعسى يجدُ من يؤمن به ويصدقه، فتوجه عليه الصلاة والسلام إلى أهل الطائف وحيداً ليدعوهم لعبادة رب العباد، لكنه لم يجد -صلى الله عليه وسلم- منهم إلا التكذيب والاستهزاء، فآذوه، وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم ليرموه بالحجارةِ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

ولقد أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بكثير من الكرامات وحادثة الإسراء والمعراج إحدى تلك الكرامات، أراد الله بها تكريم ومُؤَاسَاة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- على ما أصابه من أذىً من قريش وأتباعها، وبعد معاناته -صلى الله عليه وسلم- مما أصابه من أهل الطائف، فأي تكريم هذا يلقاه نبينا -صلى الله عليه وسلم- من ربه العظيم.

كذلك فإنّ رحلة الإسراء والمعراج كانت فضلاً عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام من ربه سبحانه وتعالى، حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل: {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا}- الآية (70) من سورة النساء.
ولهذه الحادثة العظيمة – حادثة الإسراء والمعراج – كثير من الدرُوس والعِبر المستفادة، ونذكر هنا بعضاً منها:
• تكريم وتعويض رب العزة لنبيه -صلى الله عليه وسلم-على ما لاقاه من أذىً وتكذيب من قريش، وخاصة بعد تكذيب وأذى أهل الطائف له عليه الصلاة والسلام.
• تعزية ومؤاساة من الله لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد موت زوجته خديجة بنت خويلد وعمه أبا طالب، وذلك لما بهذه الرحلة العظيمة وما شاهده عليه السلام من آيات ربه العظيمة.
• بيان أهمية بيت الله الحرام والمسجد الأقصى للبشرية جمعاء.
• بيان أهمية ومكانة الصلاة في ديننا الإسلامي، حيث إن الله سبحانه وتعالى فرضها في هذه الرحلة العظيمة.

وهناك الكثير من الدروس والعِبر المستفادة من هذه الرحلة العظيمة – رحلة الإسراء والمعراج – لا تكفيها هذه السطور البسيطة لمقالنا هذا، لذا يَجبُ علينا نحن أمُة محمد -صلى الله عليه وسلم- والناس أجمع اتباع سيرته الشريفة العطرة، ودراستها وأخذ العبر والدروس منها؛ فهي نبراس مضيئاً لنا في مختلف أمور حياتنا، وبها نَنعمُ بِخيري الدنيا والآخرة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights