جابر حسين العماني
Jaber.alomani14@gmail.com
مما لاشك فيه أن رحيل العالم الكبير المغفور له بإذن الله تعالى سماحة العلامة السيد شرف بن السيد علي بن السيد علوي بن السيد هاشم بن السيد حسن الموسوي، صاحب المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة في نفوس أبناء عمان، سيترك فراغا كبيرا في نفوس محبيه وأتباعه، فرحيله يعني فقدان المجتمع للهداية والعلم والخير والصلاح الذي حمّله الله بيانه وتعليمه للناس كافة في أرجاء المعمورة فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال:
“إذا ماتَ العالِمُ ثُلِمَ في الإسلامِ ثُلْمةٌ لا يَسُدُّها شيْءٌ إلى يومِ القيامةِ “.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وما نقول إلا ما يرضي ربنا العزيز الجبار، وكما قال شاعرنا الكبير عقيل اللواتي حفظه الله ورعاه في رثاء فقيدنا الكبير سيد المنابر:
ورحَـلـتَ مُـشتَـاقًا لجنَّـتِـك التـي
أثَّــثــتَــها بالـنَّـعـي والعَــبَــراتِ
أنشَـأتَـها من روحِكَ الأسنَـى فخُـذْ
هذا الجَـزاء بـأجْـزلِ الحَــسَــنَـاتِ
غَـادرتَــنَـا نـحـو الـنَّـبـيِّ وآلِـــهِ
إذْ كنتَ تسعى نحـوَهـم بثَـبـاتِ
وعَـرجتَ للملكُوتِ نعيـاً خَالِصًا
مُـتَـبَـسِّـمًا لـتَـبَـسُـمِ الجَـنَّــاتِ.
غيب الموت عنا يوم أمس (الجمعة) أبا كريما نذر نفسه لخدمة البلاد والعباد، فكان العالم الحنون العطوف المبارك الجليل، الذي عرف بتقوى الله تعالى وعشقه لخدمة دينه، ووطنه ومبادئه، فمن المؤكد أن حضوره بيننا سيبقى باقيا ما بقي الدهر، خصوصا ونحن نرى تلك المشاريع المباركة التي أسسها في خدمة مجتمعه ووطنه، والذي كان لها الأثر البالغ في خدمة المجتمع بأسره، قال الباقر (عليه السلام): “عَالِمٌ يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفَ عَابِدٍ “.
ستبقى ذكراه غالية في نفوس أهل عمان خصوصا أولئك الذين تزودوا من علمه، وأخلاقه، وتقواه، وفضله، بل سيذكره بكل فخر واعتزاز وإجلال الفقراء والمساكين، والأرامل والأيتام، وستُحي ذكراه الولايات العمانية بأسرها خصوصا تلك التي كان يصول ويجول فيها لنشر المحبة والتعايش والوئام وإزالة أسباب الشحناء والبغضاء والأسقام بين الناس.
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”.
وبهذه المناسبة الأليمة على قلوبنا جميعا نتقدم نحن أبناء (ولاية صحم) لجميع أفراد أسرة المغفور له – بإذن الله تعالى- ولجميع محبيه في الوطن العربي والاسلامي بأصدق عبارات التعزية والمواساة القلبية سائلين المولى الجليل أن يلهمهم الصبر والسلوان بهذا المصاب الجلل الذي أحزن البلاد والعباد وأن يشمل فقيدنا الخالد الكبير سماحة السيد شرف الموسوي – رحمه الله- المغفرة والرضوان ويسكنه فسيح الجنان مع محمد وآله الأطهار الكرام وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
