الأعلاف بين احتياج المستهلك وجشع الشركات
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
مع ما يعانيه المواطن من تداعيات الأزمة العالمية في الاقتصاد وضعف المردود اليومي لمربيِّ الماشية من جراء الأزمة وتداعيات مرض كرونا على استقرار دخلهم الشهري وانخفاض الطلب على مواشيهم .
لاحت أزمة جديدة وخانقة عليهم من الشركات العمانية العاملة في هذا القطاع وبدل الوقوف معهم وإيجاد البدائل المناسبة نجد تلك الشركات ترفع الأسعار وبفروقات كبيرة جدا تقصم ظهور مربيِّ الماشية .
ففي حسبة بسيطة مع ارتفاع كيس الأعلاف الواحد ٩٠٠ بيسة ومع ضرورة اعتمادهم على تلك الأعلاف في تغذية مواشيهم .
نجد أنه مثلا إذا كان صاحب الإبل يحتاج ١٠ أكياس في اليوم الواحد .
إذاً فقد زاد المبلغ ٩ ريالات و زاد في الشهر ٢٧٠ ر.ع فمن أين سيقاوم تلك المترتبات الكبيرة وقد أجهده رخص أسعار بيع المواشي وضعف الإقبال على شراء المواشي هذه الأيام؟
فجشع الشركات العاملة بالسلطنة لتحقيق أرباح كبيرة وتعليلها بأسباب ارتفاع المواد الخام في الخارج ساهم في تعريض مربيِّ الماشية إلى خسائر لا يعلمها إلا الله .
والعجب العجاب من خلال تتبعي لأسعار الأعلاف في الشركات العاملة في الدول المجاورة بعدم رفع الأسعار إلا بنسب بسيطة لا تذكر مما ساهم بشكل كبير في تدفق الأعلاف من الدول المجاورة ومنتجات شركاتنا المحلية بأسعار خيالية بينما منتجات الدول المجاورة بأسعار مناسبة .
إن اعتماد معظم مربيِّ الماشية على الأعلاف الحيوانية المنتجة من مثل هذه الشركات بشكل كبير أصبح ضرورة ملحة عليهم مما يجب على الجهات المسئولة متابعة هذا الأمر بشكل جدي وسريع لإنقاذ هؤلاء المربين من شبح الإفلاس وعدم تعريضهم للتوقف عن نشاطاتهم وحرفتهم التي تربوا عليها أباً عن جد .
اليوم أناشد الجميع، شركات ومسئولين وجهات معنية في السعي لإيجاد حلول لهذه الفئة المهمة من مربيِّ الماشية وإعادة الأسعار لسابق عهدها . والتخفيف عن كاهلهم كل تلك التكاليف الكبيرة فهي مصدر دخلهم الوحيد لهم وعائلاتهم .
عسى أن نجد حلولا ناجعة سريعة وإذناً صاغية لتلك المطالب الملحة.
حفظ الله عمان قيادة حكيمةً وشعباً أمنناً ووطناً خيراً.
#. سناو
السبت . : ٢٢ -٧-١٤٤٢ للهجرة
الموافق ؛ ٦ -٣ -٢٠٢١ للميلاد