2024
Adsense
مقالات صحفية

إنه الرابع والعشرون من فبراير

أحمد بن موسى بن محمد البلوشي

    لا أنسى ذلك اليوم الذي قَبَّل فيه مدير المدرسة رأسي في ساحة الطابور وأمام جميع الطلبة وذلك لتفوقي في مادة العلوم، مرت السنون والأيام ولا زالت صورته لا تفارق مُخيلتي، كُنت صغيراً بالصف الخامس ولا أُعير الأشياءَ اهتماماً كبيراً، مثل هذا الحدث يُسطر بماء الذهب ويسجل في كتب التاريخ ليس لانه قبَّل رأسي بل بتصرفه التربوي والأبوي الذي قام به، ولأن هذه القُبلة كانت بمثابة شهادة تقدير وهدية أعتزُ بها طِوال حياتي، هذا التصرفُ الراقي من تربوي نبيل كان له الأثر الإيجابي في تفوقي الدراسي والمثابرة والاجتهاد المستمر. هذا هو المعلم صانع البشرية وصانع المعجزات، فتحية إجلال وتقدير لكل معلم وتربوي في هذا اليوم المبارك.

    في الثالث والعشرين من العام المنصرم أكد مولانا السلطان هيثم -أعزه الله- على التعليم وأهميته بقوله:”إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين، باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة”، وهذا يؤكد إن  المعلم هو صانع المجد وصانع الوطن وصانع الأجيال، وباني شخصيات طلبته بما يزرعه من تصرفات وأخلاق حميده، ومن مبادئ وقيم نبيلة، فالمعلم يصنع بطلبته ما لا يصنعه الآخرون، فكيف لا يكون كذلك؟ وهو حجر الزاوية في العملية التعليمية. فكن على يقين أيها المعلم بأنك حجر الأساس في صناعة الأجيال من قادة وأبطال وأطباء وغيرهم،  وبأنك شمعة تحترق يومياً لتنير درب وطن وشعب وجيل، وكما قال الشاعر:
صدق الذي قد قال إنك شمعة
أخذت تنير الدرب للروادِ
كم كان يسعدها لتحرق نفسها
فيفيد منها الغير أكرم زادِ

ويقول كامل درويش:
إن المعلم شعلة قدسية
تهدي العقول إلى السبيل الأقومِ
هو للشعوب يمينها وسلاحها
وسبيل أنعمها وإن لم ينعمِ
ما أشرقت في الكون أي حضارة
إلا وكانت من ضياء معلمِ

والناظرُ في الدور الذي يقوم به المعلم في بناء مجتمع قوي، والمهام التي يؤديها، يدركُ جيداً مدى صدق وحقيقة هذه المقولة.
فحريٌ بنا في هذا اليوم أن نقول شكراً لك يا معلمي.. ياصانع الأمجاد وباني الوطن بما تقدمه وتبذله في سبيل تعليم أبنائنا وتثقيفهم. شكرًا لقطرات العرق التي تتصبب من جبينك وأنت تؤدي رسالة الأنبياء، فنحن فخورون بكم وبعطائكم الذي لا يقدر بثمن.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights