2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

رَســـائِـــل فُــــؤَاد_ج٢

فؤاد آلبوسعيدي
siaq2007@gmail.com

حياتك في مجملها دروس وقيم متواصلة ولا تنتهي أبداً، ففيها ما تتعلمها وتفهمها بسرعة، ومنها ما يكون إدراكك لها يسير فيغلبك الفهم، ويطوفك الإستفادة من دروسك.

بعض الأمور إن أعطيتها الإهتمام والتركيز المبالغ انقلبت عليك، وإن ارخيت حبال أفكارك عليها سريعاً ما وجدت بأنها تبدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً لتصبح بعدها نكرة ودون أيّ قيمة ومعنى كبير لديك وربما بعدها اكتشفت بأنها كانت منذ البداية صفراً لا تساوي أبداً شيئاً مثلما جعلتها ذي شأنٍ عظيمٍ يحيطك سلبياً بالتفكير وبالهموم والضّيق وغيرها من الأمور التي تكاد أن تخنقك.
الخلاصة.. “فرّق ما بين هو مهمّ وبين ما هو إمّعة أي أنّه لا شيء”.

الكوارث تحدث أحياناً دون أيّة مقدّمات، تخيّل أن تملك مركبة تقودها يومياً وفجأة يصيبها العطب والضّرر دون أن تعرف سبباً ومكمناً لذلك الخراب فإنّ ذلك سيكون بالنسبة لك كالكارثة، تخيل أن تكون حاملاً لحقيبة فيها مبلغ مالي كبير وأوراقاً مهمة جدّاً فتُسرق أوتفقدها.. فإن ذلك أيضاً ستعتبره كارثة كبرى، الأمثلة كثيرة ولكن ربّما إن وجدت الحلول لربّما تلاشت المشاكل ولن يعود هناك ما يُكربك، وما تسميه بالكوارث، هنالك كذلك البعض من الناس إن وجدوا في مسارات حياتك لربما سيصلوا إلى مرتبة الكوارث التي ستصيبك ولو بعد حين من الزّمن، فلا فائدة تذكر قد تجدها منهم وربما مكوثك في النّقاش معهم سيعكّر صفوك أكثر.

لكلَ شي قانون ونظام في هذه الدائرة الحياتية، فكلّ ما نقوم به هو قائم على نظام ودستور متعارف عليه الكلّ يتبعه حتى يصل الكلّ إلى برّ الأمان الذي يريده الجميع أحياناً يشذّ البعض عن القوانين ربّما دون قصد فيجلب ذلك بعض المتاعب للآخرين، من أجل تفادي ذلك تعلّم أن تضع في مخيلّتك ما قد يحدث من خسائر وأضرار قد تقع في وسط الطريق الذي تسلك، دائما عليك أن تكون متقدماً خطوة عن البقيّة، دائماً إجعل في محيط أفكارك بأنّ هنالك أحداثاً قد تقع قبل الوصول إلى هدفك لكي لا تعوقك المفاجآت -أي فكّر خارج حدود الدائرة دائما-.

لتعلم بأن هذه الحياة هي رحلات ومغامرات مستمرة أنت تتشاركها مع غيرك، فإن كنت تهوى وتعشق أجواء السّفر والرحلات السياحية، والمغامرات لتعلم بأنّ البعض قد يتركك عند بداية المغامرة معك، والبعض سيكون خلفك ينتظرك أن تتخلى عنه، والآخر ربما سيتركك قبل أن تصل إلى النهاية، والأشدّ سوءاً منهم هو ذاك الذي سيتركك في منتصف المسافة من رحلتكما ومغامرتكما لأنه ربّما يكون قد وجد صحبة أخرى وربما أغرته مباهج أخرى ليبدأ منها مغامرات جديدة أخرى مع مجموعة أخرى جديدة.

هناك مثل شعبي يقول..
(صاحب البالين كذاب والثلاث منافق).
قد يكون من أعظم المشاكل التي قد يقع فيها البعض هو عدم معرفتهم بالجهة التي يريدونها، قد تبدو عند البعض جميع الجهات شديدة الجمال ورائعة عندما يقف أمامها، وهو مقدمٌ على الإختيار فيتلبَس عليه حلاوة كلّ الجهات التي أمامه، ويملأه عند ذلك مشاعر الشّك والإلتباس من كلّ ما هو موجود في خانات الإختيار هنالك من البعض عندما يخيّر ما بين أمرين يقف عاجزاً بينهما قبل الإختيار، فإن قام وإنتقى هذا الأمر رأى بأنّ الأمر الآخر أفضل منه، وإن قام باختيار الأمر الآخر رأى بأنّ الذي لم ينتقيه، ربّما هو الأفضل له في هكذا شؤون قد نخلق الأعذار لمن يقوم بالإختيار، فهو واقع بين نارين متساويين في الشّكل واللّون، وربما نقول له حدّد جيّداً ما تريده ففي النهاية أنت من ستختار، وأنت من سيقع عليه مسؤولية ما سيقع بعد الإختيار، وكصاحب حقّ في الإختيار نقول الإلتباس الكائن في داخلك لا تجعله سلاحاً يهضم ويبدّل حقائق الأمور التي أمامك ولا تخلق شكوكاً للآخرين حيال نفس الأمور بعدها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights