الثقة
بدرية بنت حمد السيابية
تسللت إلى قلبي، وسكنت في جوفي متربعة على عرش زواياه معلناً عن فرح بما أملكه بين يدي، تناثرت سعادتي كقطرات مطر ترتوي وردة نامت للأبد، بعد موتها منسيةً مهجورةً صامتةً، ذبلت أوراقها وماتت أغصانها، هيهات هيهات على شعور أهزني فخراً بوجودها، تتلألأ عيناي لمجرد النظر إليها كنجوم في ليلة قمرية…
أعشق وجودها كعشق الزهر للربيع، وعشق الأرض للمطر، وشق خيوط الشمس الذهبية الدافئة، وكأنها تقول: أنا هنا لأجلك لأرسم ابتسامة على ملامح وجهك ليشرق من جديد، بعد ما أتعبته عقبات الحياة، ولم ترحم فيكِ براءة وسماحة قلبك المضئ ويشع للكون نوراً، تغمرني بحديثها، ونظرات عيونها، وابتسامة شفتيها، وطلة حظورها تزيدني أماناً، ولمسة يداها على كتفي عند شعورها بحزني وبكائي، لتمسح دمعتي الحزينة على خدي.
تجعلني أقف من جديد وأتحدى كل ما يحزنني بقوة وعزيمة، لتبعث في نفسي الطمأنينة والفخر بذاتي، كم أعشقها حقاً وسط زحام هؤلاء البشر، أنظر إليهم بتمعن وفكر، وأردد دائماً كم فخورة بنفسي لوجودها بجانبي أتعلمون عن من أتحدث؟؟؟
إنها “الثقة” جعلتني أثق بقدراتي، بأفكاري، بنفسي وجعلت مني كائن قوي يتحدى كل الصعابِ وعراقيل الحياة، شكراً لكِ بحجم هذا الكون الجميل، سأبقي كما أنا بصوتي الناطق بكل شي إيجابي، سأحفز نفسي دائماً، ستعانق طموحي كل حلم يتحقق بإرادتي وعزيمتي، ولن أجعل الغرور يتسلل إليه، سأجعل الكون يتحدث عني بكل شي يسعد النفس ليس غروراً، ولكن ثقتي بنفسي ستقودني للأفضل والأحسن.
رسالتي لكم : إعتني بذاتك جيداً وقدم لها ماتريد ، حفِّز نفسك بنفسك لا تنتظر ان يحفزك أحد .
تقبل ذاتك ، حبها ، كن راضٍ عنها ، إصنع لنفسك عالم خاص يشبهك ، وكن كما أنت .