التمييز بين الأبناء
خوله كامل الكردي
يجمع أطباء النفس والاجتماع على أن التمييز بين الأبناء في الأمور المادية والمعنوية، تشكل تأثيراً سلبياً بالغ الخطورة على نفسية الأبناء، ويورث البغضاء والكره بينهم وبالتالي الخلاف والنزاع؛ والذي يؤدي إلى قطيعة الأرحام وتتفكك الأواصر الأسرية بصورة غير مسبوقة. لقد شدد ديننا الحنيف على أهمية العدل في المعاملة بين الأبناء، فلا يميل أحد الوالدين إلى الابن الكبير باعتباره البكر وأول ابن يولد لوالديه أي”فاتحة خير عليهما”، أو تفضيل الأبناء الذكور على الإناث باعتبارهم حاملي اسم العائلة ويشكلون مصدر قوة بالنسبة لمعظم الآباء، فالعدل في المعاملة تتمثل بأبسط الأمور؛ فعلى سبيل المثال إعطاء أحد الأبناء مصروف جيبي له أكثر من إخوته؟! وذلك لميل الأب أو الأم لذلك الابن لمختلف الأسباب، أو بالمشاعر والعواطف بأن يقوم أحد الوالدين باحتضان أحد الأبناء ومداعبته والإبتسامة في وجهه والتحدث معه أمام مرأى ومسمع من إخوته.
التمييز بين الأبناء من أكثر الأخطاء التي يقع بها معظم الآباء والأمهات، فمهما كانت المبررات لا يعلم الوالدان مدي التأثير الذي يخلفه ذلك التمييز على نفسية الأبناء والعلاقة بين الاخوة، والذي قد يؤدي إلى تدمير الروابط بين الاخوة والتي تظهر في المستقبل خاصة بعد وفاة الوالدين، فيغوص الأبناء في حالة من التشرذم والانقسام، ويزداد الأمر سوءً إذا ما قام أحد الوالدين بتوريث أحد أبنائه المقربين إلى قلبه فتتسع الفجوة والهوة بين الأخوة، وقد يتوارث بعد ذلك الأحفاد الأحقاد والخلاف، وهذا بدوره يؤثر على العلاقات الأسرية في المجتمع، ويهدد العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد ويأذن بانهياره.
إن اللجوء إلى تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أفضل الطرق لمعاملة الأبناء وترسيخ روابط المحبة والانتماء فيما بينهم فتصان الأسر والتي هي نواة المجتمعات البشرية وتغدو المجتمعات في أمان واستقرار.