المساحةُ البيضاء
محفوظة العوفي
قضاءٌ وقدر والحكمةَ من أن تعيش نِعمةَ اليقين الرباني بوجود سر خفيٍ مُعلنْ في نفسك أنها دعوةٌ ورسالة إلاهية تُطمئنك وتُجزِمُ أن الوقتُ والزمانْ سيتكفلُ بكل شيء…. حالةٌ من اللاوعي تحدثُ لك تُشبهُ حقيقة كونها مُجرد نظرية رغم همجية بدايتها من نهايتها والنتيجة حين تتقاضىٰ العدم بالرغم من جُهدك المُستمر لتصل بك للقاع المحتم أو كما تَظُنها واجهةُ السقوط الكاذبة … وفي وهن تتبعُك تلك التساؤُلات عما إذا كان شُعورك مجرد هواجس ويَزول …. تُقاسمك رجفةُ الذهابِ والإيابْ في التدقيق لكل شيءٍ تُبصره أمامك دون الحصول على الفائدةِ المرجوة وتأتي بك لعالمٍ آخر شِبه عارٍ قلَّ ما تجد فيه الحلول….
وها هي بِضعُ دقائقّ من الرُكُودِ الزائِف المُتعدد الحُجج وتنال ُُوِحدتُكْ وسط الإِستحالةْ أن يكون هنالك أشباهُك.
تُرغمك الأحداث بأن طريق العودةَ معدوم…. ولكن الصُدفة تجرُك للحدود الأبعد…. لنفسِ الدائرة المنزوية من عقلكْ المُتسلل بما هو حولك….. الفُضولْ يُسانُدك….
ولكنهُ يَرجعُ بك لنقطة العبث والحِيرة…. تاركاً خلفك الأسئلة لأنه يثقُ جيداً بأنك مستعد….. فقط يدفعك للتجربة
ويمارسُ معك أشدُ العُقوبات وأقصاها وقد يأتي بالأعذار حين يكسر من أحلامك في كل ليلة …..
ضياعُك وأوهامُك ما زال يتحدث
بِإنفِصامٍ غير مُقنن…..
تُباشرها الأيام تتلوها الأشهر تتبعها السنوات وتظل أنت في مصداقية أن تبقى كما أنت أم تسوقُ بنفسك وتُبرر لِتُبرز كونك الأقوى…. ( نعم الأقوى ) ولكن بشروط نُصت لتُناسبك وحدك رغم أن البعض منها يُعرقلك كما لو أنها تهتفُ برموز و طلاسم تُصيبك بالهذيان لتكتمل براعة عقلك الباطن وقد علم مُسبقاً كيف يفُكها ….
يبقى بصحبتك من يُحاول تهدئتُك ويُوهمك بأنك على حق…..
ليستيقظ بك الضمير فجأة والفزع يقبضُ من أنفاسك بِعُنفوانٍ مُحكم حينها تُلملمُ صحوة الذاكرة وتغزلها بإنسياب وحِرفيةٍ متقنة كي لا تفقدها وتسرد من عناوينها وتتفنن لتأتيك بالعبرة …. ومع حدود النهاية شيئاً ما يدفعك أن تحتفظ بالواقع وأنت بوعيك تكرر كل يوم تصحو منه
بأن في تلك المساحةِ البيضاء على جبينك تكمن الثروة.