سالمة الفارسية
انتهى الاحتفال بيوم المرأة العمانية هذا العام بلغط كبير تسببت فيه استضافة فنانة خليجية ولم يسلم من التراشق كبير ولا صغير على اختلاف معنى هاتين الكلمتين ببن اختلاف في العمر والمنصب والثقافة وغيره.. لا أريد الحديث عن قضية الاستضافة قدر الحديث عن اليوم نفسه…ولكن قضية اليوم التي أحدثها المسؤول والفنانة ربما كشفت العوار عما آلت إليه فكرة يوم المرأة التي أتت كمكرمة من جلالة السلطان للمرأة العمانية . .
انتهى يوم المرأة..وشخصيا شاركت في ٩٨٥٨٩٥٣….فعالية من حفل وأمسية وأصبوحة وندوة وربما لا زالت هذه الاحتفالات مستمرة في ربوع وطننا العزيز..سواءا احتفاءا بالعمانية أو غيرها..فإذا انتفى قصد الشيء وأصله فلا تهم بقية الأشياء ..فأصل الفكرة انتفى من الأساس حاله كحال بقية الأشياء التي يدعو لها جلالته فيأتي المسؤول ليمسخها ..
لقد خصص مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس هذا اليوم لتحتفل فيه المرأة سنويا بإنجازاتها التي حققتها خلال سنة مضت ..ولم يأت هذا التخصيص من فراغ وإنما لوقائع تشهد بأن هناك خللا في دور المرأة العمانية في قطاعات المشاركة الاقتصادية والسياسية في المجتمع..فالإحصائيات تثبت أنه بالرغم من أن المرأة تمثل نصف عدد السكان إلا أن مشاركتها في قطاع العمل الخاص ومستويات القيادة العليا يقل عن ١٠% من إجمالي المشاركين في هذه القطاعات من المواطنين
وبناءا على هذه الوقائع تم رفع توصيات من خلال ندوة المرأة العمانية التي أقيمت في سيح المكارم بصحار في العام ٢٠٠٩..فكان من المفترض أن يأتي يوم المرأة العمانية لنحتفل فيه بتحقيق بعض توصيات الندوة، ولكننا نجد أن ضحالة الفكر تزج بابنة معلمة القران ومربية الأجيال حين كان الرجل يسعى للرزق في أعالي البحار ، و حفيدة كاتبة الإمام وموحدة صفوف القبائل لدحر الأعداء وقد حشرت اليوم في بوتقة التجميل والدلع والبهرجة وتبادل الهدايا وحفلات قص الكعك وغيره من ترهات..
يوم المرأة أوجد لنحتفل بما قدمته من تفعيل لتوصيات يوم المرأة أيها المسؤول..فجلالة السلطان حملكم أمانة تنفيذ التوصيات..فأين هي نتائجكم ؟
كنا ننتظر قرارات وليس زجاجة عطر.
كنا ننتظر إجراءات لتمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا .كنا ننتظر قوانيناً وتشريعات وبرامجاً تختص بقضايا منها:
_ دعم معنوي ومادي للمرأة لتمكينها اقتصاديا وفي قطاعات العمل بأنواعه.
_ خروج القياديات من وزيرات أو وكيلات أو غيره من المناصب العليا في خطاب للمرأة العمانية كيف تحقق التقدم لنفسها ومجتمعها وكيف تنمي ذاتها شخصيا ومهنيا.
_ تخصيص يوم إعلامي يحكي مسيرة المرأة العمانية وأعمال درامية بنماذج مشرفة للمرأة العمانية
