2024
Adsense
مقالات صحفية

لا تيأسوا من رَوح الله

خلفان بن ناصر الرواحي

ممّا لا شكّ فيه أنّ ضغوط الحياة ومشكلاتها وتقلّباتها لا تنتهي، ويقلّب الله حياتنا من حالٍ إلى حال، فالدنيا ليست دار قرارٍ ونعيمٍ دائم، بل هي دار ابتلاءٍ واختبار، وحين نواجه هذه المشكلات والأزمات وتقلّبات الأحوال بثقةٍ بالله، فإنها تمرّ بسلام، وتحتاج إلى صبرٍ وتدبّر وكياسةٍ في مجارات الأمور للوصول لبرّ الأمان بأقلّ الخسائر دون تضجّر أو تخوّف.

إن المتدبر لواقع الحال، وما نمرّ به في وقتنا الحالي من شدةٍ في تقلّب الأحوال سواء ذلك في وطننا الغالي عمان أو غيرها من البلدان الأخرى قد تُشعرك أحيانًا بإحباطٍ وقلة ثقة بالنفس ونظرة تشاؤمية -وليس ذلك على وجه العموم- وهذا أمر طبيعيّ ناتج عن مجريات الوضع المتعايش من حيث تراكم المشكلات العصرية. فبالرغم من تلك الأمور، فلدينا قناعة تامّة بأنّ لله حكمة بالغة ولعلها عبرة لنا لنراجع أنفسنا.

لهذا فإن علينا الصبر والتعلّم من حياة الأجداد والآباء وصبرهم على صروف الدهر، فقد تهجُم علينا الهموم، وتتوالى علينا الغموم، فيُخيّل إلينا أنها ستلازمنا طول عمرنا، ونظن أن أيامنا المقبلة سواد لا بياض فيها؛ فلا ينبغي أن يخذلنا اليأس لهذا الشعور، ولا يُخيل إلينا أن الشرّ لا خيرة بعده، أو أنها معضلة لنا فلا تزول، فإنه بحول الله إن مع العسر يسرًا وإن مع العسر يسرًا، مصداقًا لقوله تعالى في سورة الشرح {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}.
ولذلك علينا أن نعلم يقينًا بأن الله هو الرزاق، ورزقه واسع ولطفه عاجل، وفرجه قريب، وكرمه واسع، وهو أرحم الراحمين؛ فاشكروه وكونوا حامدين وذاكرين فهو اللطيف الخبير.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights